الرباط - رشيدة لملاحي
ينتظر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، موافقة القصر الملكي في لائحة الوزراء الجدد لتعويض الوزراء الذين أُقيلوا بقرار ملكي، على خلفية تحقيق المجلس الأعلى للحسابات بشأن مشروع منارة المتوسط الحسيمة، وحسم حزبي التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية أسماء الوزراء المقترحين، حيث يرتقب أن يتلقى العثماني ردًا بالحسم في لائحة التعيينات بعد عودة الملك محمد السادس من أشغال القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوربي، التي تعقد في أبيدجان .
وردّ الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، على السيناريوهات المتداولة للمرحلة المقبلة واستبدال الوزراء الذين أُقيلوا بقرار ملكي، حيث أكّد أنّ رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بدأ مشاورته مع الأطراف المعنية بخصوص اقتراح أسماء للمناصب الحكومية الشاغرة، رافضًا الحديث عن انسحاب الأحزاب التي أعفي وزرائها، وإمكانية انسحابها من الحكومة، مشيرًا إلى العثماني، هو المكلف بهذه المسؤولية، وأنه مباشرة بعد إعفاء الملك محمد السادس لبعض الوزراء بدأ العثماني في اقتراح أسماء للمناصب الحكومية، معلنًا أنّ نتائج المشاورات سيعلن عنها في حينها وفي إطارها المؤسساتي.
وأشار الخلفي، إلى أن العثماني، يسير في اتجاه تنفيذ ما دعا إليه البلاغ الملكي، وأنه يجري اتصالاته ، مبرزًا أنّ الحكومة تتحمل ضمان استمرار المرفق العمومي، لحين تعيين الوزراء، وأكد أن العثماني دعا إلى استخلاص الدروس والعبر ، وأن يقوم أعضاء الحكومة بكل ما ينبغي أن يقوموا به، وبأن كل شيء سيعلن عليه في وقته وفي إطاره المؤسساتي.
وأكد الخلفي أن العثماني، طالب جميع أعضاء الحكومة إلى تجديد العزم للقيام بمسؤولياتهم والحرص على تطبيق شعار الحكومة الذي رفعته في بداية عملها والمتمثل في الإنصات والإنجاز؛ الإنصات للمواطنات والمواطنين، وللشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين والمجتمع المدني وللبرلمانيين، ثم العمل والإنجاز الفاعل على الأرض، والذي يتطلب مجموعة من الشروط الضرورية واللازمة لتحقيق الفاعلية في تطبيق مقتضيات البرنامج الحكومي. وهو ما يقتضي إنجاز دراسات جيدة مسبقة بالنسبة للمشاريع المبرمجة، والإعداد المسبق للإمكانات المادية والبشرية الضرورية لإنجازها وتوفير كل الشروط اللازمة لنجاحها، فضلا عن البرمجة الدقيقة لإنجازها بمواعيد مضبوطة وتحديد واضح للمسؤوليات دون إغفال آليات الحكامة الجيدة في تدبير أي مشروع بطريقة سليمة ووفق مقتضيات القانون.
وحثّ العثماني، أعضاء الحكومة على الاستمرار في الزيارات الميدانية التي يقومون بها إلى مختلف الجهات ووضع برامج واضحة لها، والاستماع إلى المواطنين، وتتبع وضعية المشاريع على الأرض والوقوف على تقدمها، مذكّرًا بأن هذه الزيارات التي بدأت خلال الشهور الأخيرة كان لها وقع وتأثير إيجابي من حيث التعرّف على أسباب تعثر بعض المشاريع وحث الفاعلين من سلطات محلية أو إقليمية أو مصالح إدارية خارجية، ومتابعة المشاريع والعمل على إنجاحها؛ كما أن هذه الزيارات تمكن من القيام بمهام التحكيم في بعض الأحيان بين مختلف الفاعلين، حيث تمكّن من حل بعض الخلافات والاشكالات بما يؤثر إيجابيا في تفعيل المشاريع على الأرض.
وأشاد العثماني باعتزاز الملك محمد السادس بجهود الحكومة الحالية في الإسراع بتنفيذ المشاريع المبرمجة، مما يعطي الحكومة مزيدا من الحماس لرفع مستوى أدائها، وزيادة الجهود والعمل لتكون في مستوى تطلعاته ومستوى متطلبات الشعب المغربي، سائلا الله تعالى أن يحفظ بلدنا حتى يبقى مرفوع الرأس، فهناك من يحسد المغرب على استقراره وأمنه وتقدمه، وأكد رئيس الحكومة على تجديد العزم لقيام كل قطاع بما يلزمه القيام به، وعبر عن جاهزيته واستعداده دائما بصفته رئيس الحكومة للتدخل، وأنه رهن إشارة أعضاء الحكومة لتسهيل وتيسير عملهم، حسب تعبيره.