صنعاء - عبد الغني يحيى
كشفت مصادر مقربة من عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح أنه تم دفن جثمانه في مقبرة في قرية الأحمر مسقط رأسه صباح السبت.
وقالت المصادر إن ميليشيات الحوثي دفنت صالح بحضور ابنه مدين، ومحمد محمد صالح ابن شقيقه ويحيى الراعي رئيس مجلس النواب، والقيادي الحوثي علي أبو الحاكم.
وأكدت المصادر أن الجنازة كانت محدودة العدد، حيث لم يتجاوز عدد الحاضرين 20 شخصًا، وقُتل صالح في كمين حوثي أثناء توجهه إلى مسقط رأسه في مديرية سنحان جنوب صنعاء، وحذر رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، من تقسيم حزب المؤتمر الشعبي العام بعد أن وحدته انتفاضة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقال "سيرتكب المؤتمريون خطأً كبيراً، إن قبلوا بتقسيم المؤتمر".
وجاء تحذير بن دغر، وهو النائب الأول لرئيس المؤتمر الموالي للشرعية، بعد بروز مؤشرات عن تعرض الحزب للتقسيم بعد مقتل صالح، الذي ظل رئيسًا له منذ تأسيسه عام 1982، وتضغط ميليشيات الحوثي الانقلابية على قيادات مؤتمرية في صنعاء خاضعة للإقامة الجبرية والتهديد بالتصفية من قبلها، لتشكيل قيادة جديدة للحزب موالية لها، وبينهم يحيى الراعي رئيس البرلمان والأمين العام المساعد، وقاسم لبوزة، وفقًا لمصادر في المؤتمر.
وقال بن دغر، في بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن الهدف من تقسيم الحزب من قبل الحوثيين هو رأس الجمهورية والدولة الاتحادية، مشيرًا إلى أن صالح قرر تصحيح الموقف جذريًا، موقنًا أنه يدفع حياته ثمنًا لهذا التصحيح وهذا التغيير الجوهري في التحالفات وفي المعركة، ولا يقتصر تقسيم حزب صالح الذي قُتل على أيدي ميليشيات الحوثي، الاثنين الماضي، على الحوثيين والشرعية فقط، بل هناك تيار آخر من قيادات الحزب يمهدون لتأسيس كيان جديد.
وظهر ذلك التباين في انطلاق 3 قنوات فضائية تحمل ذات الاسم "اليمن اليوم" التي تتبع رسميًا حزب الرئيس السابق، فواحدة منها وهي الأصل تسيطر عليها ميليشيات الحوثي في صنعاء وسخرتها لصالحها، وثانية أطلقها تيار من قيادات حزب صالح من القاهرة، وعززها المؤتمر الموالي للشرعية، بقيادة الرئيس هادي، بقناة ثالثة.
واشترط بن دغر أن ينضوي أنصار المؤتمر جناح صالح، تحت راية الشرعية، وقال "كل خطوة نحو تقسيم المؤتمر، هي خطوة أخرى نحو المجهول، سينهار الحزب بسبب جهلنا، وعواطفنا غير الرشيدة، المعركة مع الحوثيين، المعركة مع الإيرانيين، ومن يراها مع عبدربه "الرئيس اليمني" فقد جهل والله، وأصابه العمى"، وحمل المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران المسؤولية الكاملة عن إجلاء موظفي الأمم المتحدة بعد الأحداث الدامية الأخيرة في صنعاء.
وأشار اليماني، في كلمة له خلال الاجتماع رفيع المستوى للمانحين والخاص بدعم صندوق الأمم المتحدة المركزي، أشار إلى أن الاستجابة الطارئة لإجلاء موظفي الأمم المتحدة يؤثر على الأنشطة الإغاثية والإنسانية في وقت يواجه اليمن فيه جملة من التحديات، منها: الاحتياجات الغذائية ومعدلات سوء التغذية المرتفعة، والوضع الصحي المتدهور، وعدم دفع المرتبات في مناطق سيطرة الانقلابيين.
وقال إن العاصمة صنعاء المحتلة من قبل ميليشيات إيران تعيش هذه الأيام أحلك لحظات تاريخها، حيث لم تتوقف حتى اللحظة الجرائم والمجازر التي ترتكبها الميليشيات بحق قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام بعد اغتيال الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأشار السفير اليماني إلى أن صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة الطارئة قدم خلال العام 2017 مساعدات لمواجهة الحالات العاجلة في اليمن بأكثر من 25 مليون دولار، وهو مبلغ يزيد بـ10 ملايين دولار عن ما قدمه الصندوق لليمن في العام 2016، وذلك نتيجة لتدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر خلال هذا العام وظهور وباء الكوليرا، وجدد اليماني تأكيد الحكومة المتواصل بأن التعاطي مع الأزمة اليمنية من الزاوية الإنسانية، على الرغم من أهميته، إلا أنه يسهم مع غياب الحل السياسي، في استدامة الأزمة وإطالة أمد الحرب.
وأكد أن الحكومة ستظل تمد يدها للسلام وإنهاء الحرب وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية المؤلمة التي يواجهها الشعب اليمني، وأن على المجتمع الدولي أن يضغط الآن أكثر من أي وقت مضى على هذه الميليشيات الانقلابية للعودة إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216.