الدار البيضاء - جميلة عمر
تعرضت سيدة، تقطن في حي رحمة، التابع لعمالة النواصر، لاعتداء من قبل زوجها، أسفر عن جروح غائرة في وجهها، الأمر الذي استدعى نقلها إلى إلى قسم المستعجلات في مستشفى 20 غشت، في الدار البيضاء، لتلقي الإسعافات الأولية.د
وأفاد مصدر أمني بأن سبب الاعتداء يعود إلى خلاف نشب بين الضحية وزوجها، ما دفعه إلى توجيه طعنات بواسطة سكين إلى وجهها، قبل أن تسقط في باحة منزلها مغشي عليها، وسط بركة من الدماء، الأمر الذي استدعى نقلها إلى المستشفى.
وأكد نفس المصدر، أن الشرطة اكتشفت أن الزوج سبق وأن اعتدى على ابنه بسلاح أبيض، وأنه متورط في عدة قضايا مرتبطة بالمخدرات والسرقة.
وقبل هذا الاعتداء، شهدت منطقة عين السبع، في مدينة الدارالبيضاء، جريمة كانت ضحيتها فتاة لم تتجاوز 24 عامًا، بعدما أقدم زوجها على الاعتداء عليها بسكين في الوجه والرأس واليدين والأرجل. حيث وجه لزوجته 9 ضربات بالسلاح الأبيض، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، الذي تمثل في 17 غرزة في الجبهة و الرأس والأطراف.
وحسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، حول العنف الذي تتعرض له الزوجات من قبل أزواجهن، فإن النسبة الأكبر من الزوجات ضحايا العنف يتعرضن له داخل بيوت الزوجية، بنسبة 55 %، كما ذكر تقرير آخر، صدر عن مرصد "عيون نسائية"، أن نسبة 53 % من النساء ضحايا العنف متزوجات، و أن سبب هذا العنف يكون تافه في معظم الأحيان.
والأخطر من هذا أن هذا العنف يهدد الحق في حياة المرأة / الزوجة، حيث إن العديد من الاعتداءات الزوجية انتهت بمقتل الزوجة أو بقائها على قيد الحياة بعاهات مستديمة,
ووصف أخصائيون في المجال النفسي هذه الاعتداءات العدوانية بأنها "عنف اضطهادي" و"سلوكيات افتراسية" لا ترتبط أبدًا بمشاكل نفسية أو ما شابه ذلك، لكنها ناتجة عن عقلية ذكورية تهوى التملك وتسعى إلى السيطرة والهيمنة وتخضع لمبررات مجتمعية "تبجل" الذكر وتجعل من المرأة "أمة" وخادمة. إذ تنمو داخلهم صورة ذهنية تفيد بأن زوجاتهم في ملكيتهم الخاصة، ولا حق لهن في التمرد أو الاحتجاج، وعليهن الانصياع بشكل مطلق لجميع الرغبات، حتى وإن فاض بهن الكيل وفقدن القدرة على الاستمرار في مؤسسة الزواج، التي يفترض أن توفر السكينة والطمأنينة للزوجين معا، وما إن يطالبن بالطلاق حتى يتحولن إلى أعداء "تشحذ" الأسلحة للانتقام منهن والتمثيل بأجسادهن، من خلال الضرب والجرح، حتى يظل اسم الزوج محفورًا في الذاكرة وعلى الجسد والوجه، ولا يُمحى إلا بالموت.