الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
قام وفد مغربي من وزارة التشغيل والإدماج المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بزيارة إلى مدينة ويلبا الواقعة في جنوب إسبانيا، قصد الاطلاع على ظروف عمل العاملات المغربيات، في حقول الفواكه الحمراء، قبل حلول الموسم الزراعي الجديد.
واتفق المسؤولون المغاربة والأسبان بهذه المناسبة، على ضرورة استيفاء الشروط اللازمة لنجاح هذه العملية حتى تتم الحملة المقبلة في أفضل الظروف لصالح العاملات المغربيات.
وأوضح الكاتب العام لوزارة التشغيل والإدماج المهني، نور الدين بن خليل، أن هذه الزيارة تندرج في إطار برنامج الشراكة بين إسبانيا والمغرب بشأن الهجرة الموسمية.
وأبرز بن خليل أنه يجب التأكيد على أن نموذج الشراكة الذي يمثل محور زيارة الوفد، يعد تجربة مثالية، مسجلًا أنها ممارسة جيدة في رأي جميع المؤسسات الأوروبية، حيث يستشهد دائمًا بالتجربة كنموذج، غير أنها من المؤكد أنها بحاجة إلى تحسين، ولكن يجب أيضًا الحفاظ عليها.
وأكد الشريكان أن الهدف من الاجتماع المغربي الإسباني، هو تحديد سبل تحسين التجربة المثالية من كلا الجانبين، وأشار بن خليل إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين ممتازة، وفي ما يتعلق بهذا النموذج، يمكننا إجراء تحسينات.
وأعرب المغرب وإسبانيا عن التزامهما بتعزيز نوعية هذا البرنامج، سواء كان ذلك على مستوى الاختيار والمرافقة أو على مستوى توقع احتياجات العاملات المغربيات.
وألح الوفد المغربي على ضرورة ضمان الحد الأدنى المضمون لأيام العمل للعاملات المغربيات، حتى يحصلن على دخل محترم، كما تم الحديث عن المسألة المتعلقة بمراجعة بعض جوانب عقد العمل، بالتحديد من حيث شروط الاستقبال والإقامة، وكذلك من حيث المساعدة الطبية والاجتماعية.
ودعت السلطات المغربية خلال هذا الاجتماع، إلى تعزيز دور وعدد الوسطاء، والاستعانة بأعوان اجتماعيين مغاربة حتى يتمكنوا من التواصل مع العاملات الموسميات ونقل طلباتهن أو شكاويهن، كما لفت الوفد المغربي انتباه السلطات الإسبانية إلى أهمية تأطير العاملات الموسميات من خلال برنامج ثقافي واجتماعي، بحيث تتخلل إقامتهن فترات من الاسترخاء والتعلم.
وقال بن خليل، "نحن على ثقة أن هذه تجربة مثالية يجب تعزيزها لمصلحة البلدين اللذين يرتبطان بشراكة إستراتيجية".
وأوضح عبد المنعم مدني، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أن العاملات الموسميات المغربيات، عامل أساسي في الإنتاج معترف به من قبل المنتجين الأسبان أنفسهم، مضيفًا، "هذا نموذج للهجرة نريد هذا العام أن نستثمر أكثر في توطيده وأن نثبت أن بلادنا قادرة على تطوير نموذج للهجرة القانونية والإنسانية"، وذلك في إطار التحضيرات للموسم المقبل لتشغيل العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفاكهة الحمراء.