الدار البيضاء : جميلة عمر
قامت السلطات المحلية في مدينة مليلية المحتلة، خلال هذه السنة، بإنقاذ حياة نحو 1500 قاصر أغلبهم من المغرب حاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية، إلى الجزيرة الأيبيرية عبر الاختفاء داخل محركات السفن التي تتنقل بين مليلية ومختلف موانئ مدن الجنوب الإسباني.
وحسب مصدر أمني ، فإن أغلبهم يضطرون إلى المغامرة بحياتهم لبلوغ الفردوس الأوروبي، سواء من خلال القفز من أسوار عالية للدخول إلى الميناء أو الاختباء قرب المحركات. وكشف المصدر عن ان آخر حالة إنقاذ من الموت المحقق تم تسجيلها، يوم الأربعاء الماضي، بعد أن أقدم قاصر يبلغ من العمر 13 ربيعًا، وينحدر من مدينة فاس، على القفز من سور بعلو 7 أمتار من أجل التسلل إلى ميناء مليلية للإبحار في سفينة صوب إسبانيا، غير أن الأسوأ هو أن القاصر لم يقوَ على الحركة، وبقي ممددا على الأرض ويعاني من آلام قوية، مما تطلب تقديم الإسعافات الأولية له، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى المدينة. وبين التشخيص الطبي أنه يعاني من كسر على مستوى العمود الفقري والركبة اليسرى.
يشار إلى أن التقرير الأخير للمدعي العام بالجارة الشمالية كشف أن عدد القصر المغاربة في إسبانيا بلغ حوالي 1805 قاصرا، متبوعين بالسوريين بـ818 قاصرًا، والجزائريين بـ159 قاصرا، هكذا فإن أغلبية القاصرين الأجانب الذين قرروا مغادرة بلدانهم بسبب الفقر والهشاشة، أو المشاكل العائلية صوب إسبانيا هم مغاربة.
وفي هذا الإطار دعت منظمة "تير دي زوم" الدول الأوروبية إلى احترام التزاماتها بخصوص توفير الحماية للأطفال القاصرين غير المصحوبين. بحيث تبث أن هناك الآلاف من المهاجرين القاصرين الذين يصلون إلى أوروبا دون أن يرافقهم أحد، ويأتون من مختلف بلدان العالم بدءا من المغرب . ويبلغ متوسط عمر هؤلاء الأطفال 15 عاما، وغالبيتهم من الذكور. ويتحمل هؤلاء مخاطر السفر غير الشرعي إلى أوروبا إما هربا من الحروب والنزاعات المسلحة، أو لأن أسرهم دفعت بهم إلى الهجرة لكسب المال. و يجري تهريب الكثير من الأطفال بواسطة عصابات تجارة البشر، وحين يتم إلقاء القبض على هؤلاء الأطفال من قبل شرطة الجمارك ومراقبة الحدود، يتم نقلهم إلى مراكز اللجوء، أو مؤسسات إيواء الأطفال واليافعين. ومن هناك يختفي العديد منهم دون أن يعلم أحد مصيرهم.