الرباط - رشيدة لملاحي - جميل البزيوي
كشف رئيس الغرفة الأولى للبرلمان المغربي الحبيب المالكي أن القرارَ الأميركي مخالف للشرعيَّةِ الدولية وللقانونِالدَّولي، وبَاتَ معزولًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا، مؤكدًا أن واشنطن اختارتِ الاختيارَ الخطأ بشأن القدس الشريف، وذلك خلال قمة مجلس رؤساء البرلمان العربي في الرباط
وذكر المالكي أنه "على بعد أَيامٍ فقط من إِحياءِ اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي الذكرى المائوية لوَعْدِ بلفور سَيِّءِ الذِّكْر، جاء قرار الرئيس الأَميركي بإِعلان مدينةِ القدسعاصمةً لإِسرائيل ونَقْل سفارة بلاده إليها، وهو قرارٌسَارَعَ العَالَمُ بأَسْرِهِ – باستثناء إِسرائيل – إِلى رَفْضِهِ وشَجْبِهِ وإِبراز مَخَاطِرِهِ على السِّلْمِ والأَمن والاستقرار في منطقةِ الشَّرْقِ الأَوسط وفي جِهَاتِ العَالَمالأَرْبَع"،وفق تعبيره.
وأضاف رئيس مجلس النواب، "واضح جدًّا من ردّ فعل أَشقائنا الفلسطينيين الرافض بقوة، ومن موقف منظمة التعاون الإِسلامي، ومن رسالة الملكمحمد السادس من موْقِعِهِ كرئيس للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، باسْمِ ٥٧ دولة وأكثر من مليار مواطن، ومن موقفالاتحاد البرلماني الدولي الذي اعتبر أن القرار يقوض الوضع القانوني والسياسي لتسوية سلمية بين إسرائيل وفلسطين، مشيرًا إلى أنه سيكونلهذا القرار عواقب على عمليات السلام في الشرقالأوسط، ومن الجامعة العربية وقادة العالم العَرَبي، ومن موقف الشارع العَرَبي بمجموع مكوناتِهِ ومرجعياتِه وعائِلاتِهِ العقائدية والفكرية والسياسيةوالاجتماعية والثقافية، وكذلك موقف الأمم المتحدة، وموقف الاتحاد الأوروبي، وموقف الجمعيتينالبرلمانيتين المتوسطية والأسيوية، وكذلك المخاوف التي أَبداها قداسةُ البابا، والموقف الصيني، والموقفالروسي، والموقف الفرنسي، والموقف البريطاني... وغيرها من المواقف الرافضة أو المتحفظة، واضحٌ منذلك كُلِّه أَن هذا القرارَ مُسْتَفِزٌّ لإِرادةِالمجتمع الدولي، مُسْتَخِفٌّ بمنظمة الأمم المتحدةوبقرارات مجلس الأَمن المتَعَلِّقة بالقدس،خصوصًا القرارَيْن 476 و478 الصادرَيْن في 1980، والتي تؤكد على عدم جَوَازِ اكتسابِ الأَراضيبالقوة.
وشدد المالكي أن القرارَ الأميركي المُخَالِفَ للشرعيَّةِ الدولية، وللقانونِالدَّولي بَاتَ معزولًا ، ولنيكونَ له أَيُّ أَثَر قانوني، ولن يُغَيِّرَ من صِدْقيةِ وقوةِوصلاحيةِ القانونِ الدولي في تَطَابُقِه مع الواقعالتاريخي والواقع الملموس على الأَرض الذي تسعىإِسرائيل والولاياتُ المتحدةُ إِلى تغييره قَسْرًا وعُنْوَةً"، معتبرًا أن "القرارَ الأميركي قَرَارٌ ظالِمٌ".
وأكد رئيس مجلس النواب أن أَخْطَرَ ما في هذا القرارِ غَيْرِ محْسُوبِ العَواقِبِ ليس فقط أَنه سَيُطْلِقُ أيدي الإِسرائيليين في نَهْبِ ومصادرةِ الأراضي الفلسطينية وإِقامة المزيد من المستوطناتِ عليها، وإنما هو قرارٌ يَحْلُمُ بأَن يُصَادِرَ حُلْمَ الفلسطينيين وحَقَّهُم فياستقلالهم وبناءِ دولتهِم الوطنية ، مذكرًا برسالةالملك محمد السادس رئيسُ لجنةِ القدس في رسالةِ لَفْتِ انتباهٍ إلى الرئيس الأميركي السيد دونالد ترامب– "أن مدينة القدس، بخصوصيتِـها الدينيةِ الفريدةِ وهويتِـه