الدار البيضاء- جميلة عمر
أكدت مصادر مطلعة على أنّ عدد المعتقلين المشتبه في تورطهم في الهجوم على القوات العمومية الأربعاء الماضي أثناء فض اعتصام بآبار الفحم في مدينة جرادة، وصل إلى 31 شخصا تم تقديمهم أمام أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في وجدة، حيث قرر متابعتهم في حالة اعتقال، بينما تمت إحالة سبعة منه للاختصاص على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الذي قرر هذا الأخير متابعتهم في حالة اعتقال كذلك، وإحالتهم على جلسة الجنحي التلبسي الإثنين.
وأوضح المصدر ذاته أن 11 من المشتبه بهم اعتقلوا من طرف الدرك الملكي وتم اعتقال 20 شخصا آخرين من طرف الأمن الوطني، متلبسين أثناء هجومهم على القوات العمومية التي كانت تحاول فك الاعتصام داخل آبار الفحم في المدينة، مشددا على أن هناك أشرطة فيديو مصورة، تثبت تورط المشتبه بهم في عمليات رشق الشرطة بالحجارة وإحراق عدد من السيارات التابعة للأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة يوم "الأربعاء الأسود" الماضي.
يذكر أن الهدوء المشوب بالحذر بدأ يعود إلى مدينة جرادة بعد موجة احتجاجات عرفتها منذ أكثر من شهرين على خلفية وفاة أحد عمال مناجم آبار الفحم، حيث تحولت تلك الاحتجاجات إلى المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لساكنة إقليم جرادة.
من جهة أخرى حذرت السفارة الأميركية في الرباط، في بلاغ لها، المواطنين الأميركيين المقيمين أو الزائرين للمغرب، من زيارة مدينة جرادة التي تشهد مواجهات حادة بين قوات الأمن العمومية والمتظاهرين.
وكشف عدد من السفارات الأجنبية في المغرب تخوفها من تسلسل موجة الاحتجاجات التي يشهدها المغرب وانتقالها من مدينة الحسيمة إلى جرادة، ومن الانفلاتات التي تصاحب الاحتجاجات بهذه المدن، حيث تضطر لإصدار تعليماتها بتوخي الحيطة والحذر عند زيارة بعض المدن المغربية.
وفي سياق ذي صلة، تتواصل الاحتجاجات في مدينة جرادة ويتواصل معها الصراع بين المحتجين وسلطات المدينة، حيث اعتقلت قوات الأمن، صباح أمس الأحد، ناشطين، الأول معروف باسم الغوماتي، بينما يدعى الثاني عبدالوهاب. وقررت لجان الأحياء الاستمرار في الخروج في مسيرات حاشدة، على الرغم من قرار وزارة الداخلية السابق بمنع الاحتجاجات في المدينة.