دمشق - نور خوام
أعلنت قوات سورية الديموقراطية، وهي تحالف فصائل بأغلبية كردية، السبت، عن بدء "المرحلة الثانية" من حملة "غضب الفرات" لاستعادة مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم "داعش" الأبرز في سورية، وتم اتخاذ قرار البدء بالمرحلة الثانية من الحملة، في قرية العالية في ريف الرقة الشمالي، حيث تستهدف تحرير كامل الريف الغربي من الرقة "شمالًا" إضافة إلى عزل المدينة.
وبدأت قوات سورية الديمقراطية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، حملة "غضب الفرات" لطرد تنظيم "داعش" من الرقة، وأوضح التنظيم في بيان تلته المتحدثة باسم الحملة جيهان الشيخ أحمد، أن "المرحلة الأولى من حملتنا، حملة غضب الفرات انتهت بنجاح كبير"، مشيرة إلى أنه "تم تحرير مساحة 700 كيلومتر مربع والعشرات من القرى، إضافة الى عدة بلدات وطرق استراتيجية" في ريف الرقة الشمالي، ومنذ تشكيلها في أكتوبر 2015، نجحت قواتها، التي تضم فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، بدعم من التحالف الدولي في طرد التنظيم المتطرف من مناطق عدة في سورية .
وشددت قوات سورية الديمقراطية في بيانها على أن "تنسيقنا مع التحالف الدولي مستمر بشكل فعال ومثمر، وهذا التنسيق سيكون أقوى وأكثر تأثيرا أثناء المرحلة الثانية"، وجاء في البيان أن حملة "غضب الفرات تتوسع بانضمام فصائل وقوى أخرى"، فضلا عن "انضمام 1500 مقاتل من المكون العربي من أبناء الرقة وريفها مؤخرا، تم تدريبهم وتسليحهم على يد قوات التحالف الدولي".
وأعلن وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، السبت، أن الولايات المتحدة سترسل مئتي جندي إضافي إلى سورية "من أجل ضمان نجاح عزل الرقة"، وسينضم هؤلاء، وفق قوله، إلى "300 عنصر من القوات الخاصة في سورية وذلك من أجل مواصلة التنظيم والتدريب والتجهيز".
ونفى ناشطون، السبت، معلومات تداولتها وسائل إعلام روسية وأخرى سورية حكومية بشأن إقدام المئات من المقاتلين على إلقاء السلاح في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، وأكّد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أنه "لا صحة لخروج أو تسليم 1200 مقاتل من الفصائل في مناطق شرق حلب أنفسهم إلى قوات النظام"، مضيفًا: "النظام والإعلام الموالي له عمدوا إلى تصوير أشخاص على أنهم مقاتلون من الفصائل"، إلا أن "نشطاء المرصد تمكنوا من التعرّف على بعضهم حيث تبيّن أنهم مدنيون من أبناء حيي الصاخور وطريق الباب".
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية قولها إن أكثر من 20 ألف مدني غادروا شرق حلب السبت، وأكثر من 1200 من مقاتلي المعارضة ألقوا سلاحهم، مشيرة إلى أنه "منذ الصباح تمكن ما لا يقل عن 3 آلاف مدني من الفرار من قبضة التنظيمات المتطرّفة المنتشرة في أحياء السكري والفردوس وصلاح الدين في الجهة الشرقية لمدينة حلب".
ونجحت القوات الحكومية، مدعومة من روسيا وميليشيات أجنبية مرتبطة بإيران، في طرد المعارضة من معظم المناطق في القطاع الشرقي من حلب، التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة منذ عام 2012، وبعد أشهر من الحصار والقصف والغارات الجوية، صعّدت القوات السورية عملياتها في حلب، منتصف الشهر الجاري، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين ونزوح عشرات الآلاف وتقهقر المعارضة.