الدارالبيضاء-فاطمة القبابي
أعلنت العديد من عائلات معتقلي حراك الريف مقاطعة الاحتفال بشعيرة عيد الأضحى تحت شعار "لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان"، وذلك تضامنًا مع أبنائهم المعتقلين في كل من سجون الدارالبيضاء والحسيمة. وتأتي هذه الخطوة بعد استثناء أبناء الريف المعتقلين في الحسيمة والدار البيضاء والناظور من العفو الملكي الأخير.
وحسب مصادر مطلعة، ونقلًا عن بعض المصادر الإعلامية فإن المقاطعين هم عائلات قيادات "الحراك" و على رأسهم "أحمجيق" وعائلة "الابلق"، حيث كتب "محمد أحمجيق" شقيق المعتقل "نبيل أحمجيق" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" : "تعلن عائلة المعتقل السياسي نبيل أحمجيق القابع بسجن عكاشة أنها تقاطع شعيرة عيد الأضحى تحت شعار "لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان ".
فيما أعلنت عائلة المعتقلة السابقة، "سيليا الزياني"، في تدوينة لها، على صفحتها الرسمية، أن عائلتها ستتقاطع هي الأخرى شعيرة عيد الأضحى، بعد أن نشرت "سيليا الزياني" صورة لأم أحد المعتقلين معلقةً عليها بالقول " وكيف لي أن أحتفل بالعيد وابني الوحيد أنس الخطابي مسجون في عكاشة".
وكانت نوال بنعيسى الوجه البارز في الحراك الريفي قد أعلنت هي الأخرى، مقاطعة أسرتها لشعيرة عيد الأضحى هذه السنة تضامنا مع ما اعتبرته "عائلات معتقلينا في السجون"، معلنة بالقول: "أتأسف لأطفالي الصغار الذين اعتادوا على فرحة هذه الشعيرة الدينية ولكننا في بلاد الظلم، تقتل الفرحة في قلوبنا ولا أستطيع أن أفرح أو أمثل الفرح وأنا قلبي يحترق على إخواني الأبرياء في سجون العار".
وعبر "عبد اللطيف الأبلق" شقيق المعتقل "وديع الأبلق" في تدوينة على الفايسبوك، عن احتجاجه ومقاطعته للاحتفال بعيد الأضحى الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام قليلة، موضحا كيف يمكن للعائلات الاحتفال بهذا العيد وواحد من أبناء كل عائلة قابع في السجن، مؤكدا أن الإسلام لا ينحصر في الأضحية وصلاة العيد. وأضاف الأبلق في تدوينته قائلا: "لا أسيدي فلا قياس مع وجود الفارق، الصلاة و صيام رمضان أركان من أركان الإسلام، أما الأضحية سنة مؤكدة لا تجب إلا على من يملك ثمنها، هذه ليست المرة الأولى التي لن يضحي فيها المسلمون، ومنهم بعض الصحابة حتى ، كعائلات المعتقلين عندما أعلنا مقاطعة احتفالات عيد الأضحى لم نتكلم باسم احد ولم نرغم أحدا على أن يفعل مثلنا، ولم نعلن الحرب على شعائر الله بهذا القرار، حاشا وكلا، ولن يتزايد علينا احد بالإيمان.. نحن كعائلات المعتقلين وذويهم لا يستقيم أن نتحدث عن العيد وأحبابنا قابعون في سجون الذل والعار".
وأعلنت أسرة المعتقل محمد الهاني، أنها عازمة على عدم شراء أضحية عيد الأضحى وتعتبر يوم العيد يومًا جعله الله لدخول الفرحة، وهذه الأخيرة افتقدتها أسر الريف بعد اعتقال فلذات أكبادها، وتقول بخصوص هذا: "لا عيد لنا بدون إطلاق سراح معتقلي الحراك الشعبي الريفي جميعًا، وأن أي خطوة من جانبنا لنحر كبش العيد هي بمثابة نحر معتقلنا محمد الهاني الذي تولى هذا العمل منذ وفاة رب الأسرة، ونحر كل معتقلينا".