باريس ـ مارينا منصف
نجح المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون في الوصول إلى قصر الإليزيه، بعد فوزه على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أجريت، الأحد. وبحسب التقديرات الأولية بعد الخروج من مكاتب الاقتراع، حصل ماكرون على 65.1 %، مقابل 34.9 % لزعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسية. ويكون ماكرون البالغ من العمر 39 عامًا، الرئيس الثامن في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة، التي أنشئت في 1958، وأصغر رئيس في تاريخ فرنسا منذ الأزل.
ودُعي، الأحد، أكثر من 47 مليون فرنسي للإدلاء بأصواتهم، في اقتراع غابت عنه لأول مرة أحزاب اليمين واليسار، لاختيار خلف للرئيس فرانسوا أولاند. وتأتي الجولة الثانية للرئاسيات، لأول مرة، في ظل حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ يناير/ كانون ثان 2015.
ويعتبر الأوروبيون فوز إيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية، فوزًا أوروبيًا، على التيارات القومية المتطرفة، التي حملت رايتها في الدورة الثانية زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان المناهضة للمسار الاندماجي الأوروبي وللعولمة. وتابع الأوروبيون في مختلف العواصم سير الدورة الثانية بقدر من الثقة، التي استندت إلى تقدم حظوظ ماكرون على منافسته لوبان في عمليات استطلاع الرأي على مدى الأسبوعين.
ويعد ماكرون النجم السياسي الصاعد في الفضاء الأوروبي، حيث يعزز وصوله معسكر الاندماج الأوروبي ضد التيارات الشعوبية، التي صوتت في بريطانيا لفائدة خروج البلاد من الاتحاد، ومنحت في هولندا المرتبة الثانية في الانتخابات العامة إلى حزب زعيم اليمين المتطرف في هولندا غيرت فيلدرس في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، ووضعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان في المرتبة الثانية في انتخابات الرئاسة.
وينتمي إيمانويل ماكرون إلى جيل جديد من السياسيين في أوروبا منهم رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ونظيره اليوناني الكسي تسيبراس ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه، وكلاهم ليبرالي وسطي بالقناعة أو الواقعية السياسية.
وقالت المرشحة الخاسرة في الانتخابات الفرنسية مارين لوبان، إن الفرنسيين اختاروا استمرارية السياسات القديمة. واعتبرت أن النسبة التي حصلت عليها لم يسبق لها مثيل، وإن الجبهة الوطنية ستكون قوة المعارضة الرئيسية لماكرون. وأعلنت مرشحة الجبهة الوطنية أنها هنأت ماكرون على فوزه بالانتخابات، متمنية لماكرون "النجاح في مواجهة التحديات الكبرى".
وأجرى الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون ومنافسته الخاسرة مارين لوبان، اتصالاً هاتفياً "قصيراً" و"ودياً" مساء الأحد، وفق ما أفادت أوساط ماكرون. وقال المصدر إن الاتصال جرى في الساعة 19,50 قبل عشر دقائق من الإعلان الرسمي للنتائج.
وكانت اللجان الانتخابية أغلقت أبوابها في المدن الفرنسية، الأحد، وشهدت اللجان الانتخابات ازدحامًا ملحوظًا لحشود كبيرة، وامتدت طوابير الناخبين لعدة كيلو مترات، في إطار التصويت الجاري، في مختلف الدول خارج فرنسا، وسط أجواء من التوتر سيطرت على حملتي المرشحين مارين لوبان، وإيمانويل ماكرون.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أن نسبة المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي يتنافس فيها إيمانويل ماكرون المرشح المستقل الشاب، وزير الاقتصاد السابق، ومارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية، ممثلة تيار اليمين المتطرف، بلغت 65.30%. وتكون نسبة المشاركة سجلت تراجعًا كبيرًا مقارنة مع نظيرتها في الوقت نفسه خلال الدورة الأولى في 23 إبريل/نيسان، (69.42%) ومع الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2012 (71.96%). ونشرت السلطات 50 ألف شرطي إضافي في كافة أنحاء فرنسا، وذلك لحماية 67 ألف مركز اقتراع في عموم فرنسا، وستستقبل قرابة 47 مليون ناخب مسجل.
وأدلى المرشحان ماكرون ولوبان بصوتيهما، وسط حشود من المؤيدين الذين اصطفوا حول مقار الاقتراع، التي فتحت أبوابها في تمام الثامنة صباح اليوم بتوقيت القاهرة. وجاء ذلك بعدما أدلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند الذي آثر عدم المنافسة على ولاية رئاسية ثانية بصوته في مقر لجنته الانتخابية، بعد تلميحات عدة بدعمه المرشح الشاب إيمانويل ماكرون، والتحذير من التصويت للمرشحة اليمينية مارين لوبان. وفور فتح لجان التصويت، كان وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان في طليعة المصوتين داخل لجنته، في مدينة موربيهان ليكون أول مسؤول حكومي، يشارك في تصويت جولة الإعادة بالانتخابات الفرنسية.
وفي طليعة المرشحين الذين خسروا الجولة الأولى من الانتخابات، حرص السياسي الاشتراكي، بانوا هامون على الإدلاء بصوته في مدينة تراب في إقليم إيفيلين، وغرد فور خروجه من اللجنة على حسابه الخاص في موقع التدوينات القصيرة تويتر قائلا، "سأحارب وأضرب بكل قوة ممكنة الجبهة الوطنية.. صوت لماكرون حتى وإن لم يدعم اليسار".
وبعد أقل من ساعة من فتح لجان الانتخابات، تظاهر عدد من الناشطات الفرنسيات عاريات الصدر في منطقة هانين بومون، مسقط رأس المرشحة مارين لوبان، للتنديد بسياساتها وبرنامجها الانتخابي الذي تعتزم تنفيذه حال فوزها فى الانتخابات خاصة رفضها للإجهاض، وهي مظاهرات مماثلة لآخرى، نظمتها حركة "فيمين" في الجولة الأولى من الانتخابات ضد زعيمة حزب الجبهة الوطنية. وأدلى رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف بصوته، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، في لجنته المقررة في منطقة شيربورغ اوكتوفيل في إقليم المانش، التي كان هو عمدة لها من قبل، وصوت كذلك الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
وتوافد الآلاف الفرنسيين على مقار اللجان للإدلاء بأصواتهم، حيث يبلغ عدد الفرنسيين الحائزين، لحق التصويت 47 مليون شخص، بينهم 45.67 مليون ناخب داخل فرنسا وفي أقاليم ما وراء البحار، بخلاف 1.5 مليون فرنسي، يعيشون خارج البلاد. وكان وزير الداخلية الفرنسي ماتياس فيكل، أعلن أن قوات استثنائية تقدر بأكثر من 50 ألف شرطي، لتأمين الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات.
وكشفت السلطات الفرنسية، الأحد، إخلاء محيط متحف اللوفر في باريس بعد العثور على حقيبة مشبوهة. وأوضحت الشرطة الفرنسية إن ما جرى في متحف اللوفر هو في إطار عملية تحقق أمني عادية ووقائية. وتزامنت عملية الإخلاء مع إدلاء الفرنسيين بأصواتهم في الجولة الثانية، الحاسمة، من انتخابات الرئاسة الفرنسية التي يتنافس فيها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.