الرباط - المغرب اليوم
اطّلع وفد من "مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحة" في السودان، اليوم الاثنين، على تجربة المغرب في مجال "العدالة الانتقالية". ويتطلع الوفد السوداني، الذي يقوم حالياً بزيارة للمغرب ، إلى الاستفادة من تجربة المملكة في مجال العدالة الانتقالية لا سيما عمل "هيئة الإنصاف والمصالحة"، بالاضافة إلى تقاسم الخبرات والتجارب في مجال حقوق الانسان مع المجلس الوطني لحقوق الانسان حيث سيقوم بالاطلاع على اختصاصاته ومهامه ومشاريعه في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.
وأكد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار، في كلمة خلال لقائه مع الوفد السوداني في الرباط ، أن "الخبرة المغربية في مجال العدالة الانتقالية تستقطب اهتماما متزايدا من عدد من المؤسسات العربية والافريقية"، مبرزا أن "هذا اللقاء يشكل مناسبة لتقاسم التجارب والخبرات في مجال العدالة الانتقالية وحقوق الانسان".
واعتبر الصبار ان "العدالة الانتقالية اصبحت "علما قائم الذات"، مضيفا ان المغرب راكم تجربة سياسية وإنسانية متميزة في هذا المجال. وابرز في هذا السياق اهم المحطات التي طبعت تجربة المغرب في تحقيق العدالة الانتقالية، حيث تناول عمل هيئة الإنصاف والمصالحة ومقاربات عملها واهم ما أفرزته من حقائق".
وأضاف ان "تقرير الهيئة تضمن عددا من التوصيات تهم الاصلاح الدستوري والمؤسساتي والسياسي والتشريعي مبرزا ان الدستور المغربي لسنة 2011 تفاعل بشكل إيجابي مع هذه التوصيات من خلال تنصيصه على تجريم الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي واستقلالية القضاء وإعمال قرينة البراءة وضمان المحاكمة العادلة ومناهضة التمييز والكراهية".
وتوقف الصبار عند تركيبية المجلس الوطني لحقوق الانسان وصلاحياته، مذكرا في هذا السياق بالتقارير الموضوعاتية التي اصدرها المجلس والمتعلقه بعدد من المجالات منها مراكز الطفولة والهجرة واللجوء ووضعية السجون والتمييز في ثلاث مجالات أساسية هي التشغيل والتربية والتكوين والتشريع. واستعرض مساهمة المجلس في النقاش الوطني التعددي لتفعيل وتنزيل مضامين دستور 2011 من خلال إبدائه لاراء استشارية حول المجلس الأعلى للسلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة والمحكمة الدستورية، وهيئةالمناصفة وتعديل قانون العدل العسكري.
من جانبه، أكد رئيس وفد "مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحة" بالسودان ابراهيم آدم ابراهيم ان الوفد يتطلع إلى الاستفادة من التجربة المتميزة للمغرب في مجال العدالة الانتقالية، معتبرا ان التجربة المغربية في هذا المجال تعد من افضل التجارب الدولية نظرا للتطور الذي حققته المملكة في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي فضلا عن الاصلاح المؤسسي الذي صاحب التجربة المغربية.واعتبر أن التجربية المغربية في مجال العدالة الانتقالية تتميز بالخصوصية بما حققته من إنصاف للضحايا وجبر الضرر ومد جسور الحوار مضيفا ان اختيار المغرب للاستفادة من تجربته في هذا المجال جاء بناء على أنها تجربة دولة إسلامية وعربية وإفريقية.
وتناول ابراهيم اختصاصات المفوضية ومهامها المتمثلة في تقييم الأسباب الجذرية للنزاع في دارفور وانتهاكات حقوق الانسان بما في ذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبناء ثقافة السلم والمصالحة بين مكونات المجتمع في إقليم دارفور.
ويتضمن برنامج هذه الزيارة عقد اجتماعات مع مسؤولين وأطر من المجلس والاستماع لعروض تتمحور على الخصوص حول “دسترة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة” و”جبر الأضرار الجماعية” و”الأرشيف والتاريخ والذاكرة” و”ضمانات عدم التكرار” ، كما سيقوم أعضاء الوفد السوداني بعقد لقاء مع المنتدى المغربي من اجل الحقيقية والإنصاف بالدار البيضاء، وزيارة مقبرة ضحايا احداث 1981.