الدار البيضاء ـ جميلة عمر
حلّ رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، مساء الثلاثاء، في مطار الرباط – سلا في زيارة عمل وصداقة للمغرب تستغرق يومين، وخلال هذا اللقاء تباحث الوزيرين العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، التي تربط الرباط وموسكو.
ففي كلمته، أكد رئيس الحكومة المغربي سعد العثماني، أن المبادلات التجارية مع روسيا، شهدت تطورًا منذ التوقيع على الاتفاق التجاري والاقتصادي الذي ساعد على الزيادة في حجم المبادلات الذي انتقل من حوالي 200 مليون دولار عام 2001، إلى 2.5 مليار دولار عام 2015
وفي عام 2013، انطلقت مرحلة جديدة بعد التوقيع على اتفاق التعاون الخاص بقطاع الصيد البحري، كما أنه في سنة 2016، احتلت روسيا الرتبة التاسعة كممون للمملكة المغربية، والرتبة 22 كزبون لها
وعليه فإن وضع التعاون الاقتصادي بين البلدين يبقى مرضيا، والمبادلات التجارية في منحى تصاعدي، لكن، ما يزال هناك عمل ينبغي القيام به لتحقيق مزيد من التوازن في العلاقات التجارية بين البلدين وتطويرها
وأضاف العثماني، أن البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية يتطلب تقوية الإطار القانوني، وبهذا الخصوص، فإن المغرب ينوه بالاتفاقيات ذات الأهمية القصوى الموقعة بمناسبة الزيارة التاريخية للملك محمد السادس لروسيا سنة 2016، كما نسع اليوم بالتوقيع على اتفاقيات جديدة في إطار زيارتكم الحالية للمملكة المغربية.
هذه الاتفاقات الجديدة التي تهم قطاعات ذات الأولوية ستساعد بدون شك في تعميق وتطوير علاقات التعاون الثنائي، وتحديد الآليات الناجعة لحسن تنفيذ الاتفاقيات المبرمة
ففي المجال الجمركي، فإن التوقيع على برتوكول تبادل المعلومات قبل وصول البضائع والسلع، وسيسهل تدفق المعاملات التجارية، خصوصا بالنسبة إلى المواد الفلاحية التي تشكل جزءً كبيرًا في الصادرات المغربية نحو روسيا
وبما أننا نتحدث عن القطاع الفلاحي، فإن التوقيع على مذكرة تعاون بين وزارتي الفلاحة المغربية والروسية تعد بمثابة قيمة مضافة يمكن أن تغني رصيد التعاون القائم بيننا.
أما في ما يخص التعاون الطاقي، فهناك آفاق واعدة بين البلدين ستمكن من تعميق التبادل في مجال الغاز الطبيعي والكهرباء والنجاعة الطاقية والهيدروكاروبات، والمركبات، المعروف ب" سيسهل تدفق المعاملات التجارية".
من جانب آخر تطرق العثماني إلى العلاقات الثقافية التي تربط بين البلدين ، والتي اعتبرها بالمتميزة والنشيطة، فمنذ عدة عقود، تستقبل باستمرار الجامعات الروسية طلبة مغاربة، مؤكدًا على أهمية تعزيز التبادل الثقافي بين حضارتينا لتقوية التواصل بين الشعبين.
كما نوه العثماني، بمذكرة التفاهم والتعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمنظمة الدينية المركزية في موسكو، التي تم التوقيع عليها بمناسبة الزيارة الملكية التاريخية لروسيا سنة 2016، التي تروم تقاسم وتبادل التجارب والخبرات في مجال تثمين التراث الإسلامي والمحافظة عليه.
كما اغتنم العثماني هذه المناسبة حيث نوه بمشاريع التوأمة، بين المدن المغربية والروسية، إن المغرب على أتم الاستعداد ومنفتح لإقامة شراكة ثلاثية موسعة بين بلدينا من جهة وأفريقيا من جهة أخرى، تشمل القطاعين العام والخاص، من أجل إنجاز مشاريع مهمة، وفي صالح الأطراف الثلاثة.