الجزائر – ربيعة خريس– ربيعة خريس
كشفت أطوار جلسة محاكمة 5 أشخاص من بين 7 ينتمون إلى جماعة متطرفة, جرت مجرياتها في هيئة محكمة جنايات العاصمة, الأحد, يقودها المدعو "م, فارس"، والملقب "بأبي دجانة البتار"، أن طرق تجنيد الشباب الجزائريين للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية المتواجد في سورية والعراق وجزء من الأراضي التركية تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما "فيسبوك" و"السكايب".
وتعود تفاصيل تلك القضية, إلى 23 أبريل/ نيسان 2015, عندما ألقت مصالح الأمن القبض على شاب جزائري يبلغ من العمر 31 عامًا، يعمل في مجال الترصيص في مطار هواري بومدين الدولي, كان متوجهًا نحو اسطنبول في تركيا للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المتواجد فوق الأراضي السورية, إلا أن مصالح الأمن الجزائري أحبطت مخططه وحالت دون التحاقه بالتنظيم.
وخلال عملية التحقيق معه كشف المتهم عن رغبته في تقديم الإغاثة والإسعافات تعاطفا مع الشعب السوري، ووفقًا للتحقيقات التي أجرتها مصالح الأمن الجزائري معه فإن المتهم رفقة أربعة آخرين كانوا على تواصل عبر "فيسبوك" و"السكايب" مع المدعو "أبو دجانة البتار" والمدعو "أبو معاد العاصمي"، وآخرين يتواجدون في سورية منذ يناير / كانون الثاني 2014، وعملوا على تجنيد الشباب الجزائري, وتمكنت بذلك أجهزة الأمن من إحباط التحاق أربعة آخرين ينحدرون من مختلف محافظات الجزائر بالتنظيم كانوا ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة.
وتوبع الشباب الخمسة في قضية الحال بجناية الانخراط والنشاط في جماعة متطرفة تنشط خارج التراب الجزائري، وكشفت مختلف الملفات التي تمت إحالتها على القضاء الجزائري, خلال العامين الماضيين, أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يعتمد على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع الشباب للالتحاق به بعد فشله في اختراق منابر المساجد بالنظر إلى التضييق الأمني الممارس على بيوت الله, حيث يتم تجنيد الشباب إلى مواقع جهادية تعمل تحت راية وشعار " إسلامية ومحاربة الكفار ".
وسهلت عملية مراقبة الفضاء الأزرق "فيسبوك " من فك العديد من الشفرات في جميع الملفات القضائية التي أحيلت إلى العدالة، ومكن قوات الأمن الجزائرية من الإيقاع بالمشتبه فيهم من خلال مراقبة رسائلهم وأحادثهم، ومن أشهر القضايا التي عالجتها المحاكم الجزائري قضية تورط فيها 9 شبان من بينهم3 يتواجدون في سورية ينشطون ضمن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
واستعملت تلك المجموعة طريقة ذكية للفرار من رقابة الأمن الجزائري، والمتمثلة في استعمال "تيلغرام" للتهرب من المراقبة الأمنية للمكالمات التي تدور بين عناصره عن طريق استغلال تقنية 3 جي بالهواتف النقالة، ووفقًا لتصريحات ممثل الحق العام في إحدى المحاكم الجزائرية خلال مرافعته في ملف جنائي متعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام, في قضية أخرى تورط فيها 9 شبان جزائريين, أ،ه تم القضاء على 300جزائري التحقوا بالتنظيم الإرهابي من طرف الجيش النظامي السوري وقد أخطرت القوات المسلحة السورية سفارة الجزائر التي أوكلت لها مهمة إخبار ذويهم في حين تم إحصاء مابين 800 و1100 جزائري لا يزالون يقاتلون ضمن صفوفه مقارنة بـ3000 جهادي تونسي.
وتتناقض تلك الأرقام مع تلك التي أفصح عليها كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية, حيث أجمعوا على أن الجزائريين يعدون الأقل عدد ضمن صفوف التنظيم مقارنة بالتونسيين والليبيين والمغاربة، وأعلن وزير الشؤون الدينية الجزائري، محمد عيسى، أن "100 جزائري التحقوا بتنظيم داعش فقط"، وعد هذا الرقم الضئيل نتيجة "نجاح الجزائر في محاصرة الجهات التي تقوم بالتجنيد واليقظة ومكافحة التطرف في الجزائر، والتشديد في مراقبة المساجد، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن "عدد الجزائريين الذين التحقوا بساحات القتال في الخارج لا يتجاوز بعض العشرات، مؤكدًا في تصريح لإذاعة الجزائر الدولية، أن "كل السلطات عبر العالم تؤكد أن عدد الجزائريين في التنظيمات المتطرفة، على غرار تنظيم داعش، لا يتجاوز بعض العشرات فقط، وهم عمومًا من الجالية الجزائرية في الخارج".