غزة - كمال اليازجي
قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الأربعاء، إن 12 جنديا إسرائيليا على الأقل قتلوا في عملية بمخيم جباليا في شمال قطاع غزة.
وقالت «الكتائب» في بيان على «تلغرام» إن مقاتليها استهدفوا جرافة عسكرية بقذيفة «الياسين 105»، كما استهدفوا قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفتين مضادتين للأفراد واشتبكوا معها، في عملية مركبة بمنطقة «بلوك 4» في المخيم.
وأضافت: «فور تقدم قوة النجدة للمكان تم تفجير عبوة (شواظ) في دبابة (ميركافاه)»، موضحة أنه بعد محاولة سحب عتاد القوة المستهدفة قام سلاح الجو الإسرائيلي «بقصف المكان بشكل همجي، وأكد مجاهدونا مقتل ما لا يقل عن 12 جندياً في العملية».
وفي وقت سابق اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر في الجيش قولها إن العمليات متواصلة في مخيم جباليا، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة منذ عدة أيام.
وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان اليوم أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع جنود إسرائيليين قرب مخيم جباليا، وأوقعت عددا منهم بين قتيل وجريح.
وقالت صحف إسرائيلية اليوم الأربعاء، أنه بعد مرور اكثر من اربعة اشهر على اعلان الجيش عن تفكيك كتائب حماس في شمال القطاع، فان القوات التي عادت الى هناك لديها تجربة اكبر. ولكن نفس الشيء يسري على حماس. الكثير من جنود الاحتياط يحتجون على التجنيد بـ "أمر مفتوح"، بدون موعد محدد لانهاء خدمتهم .
واضطرت قوات الجيش الاسرائيلي في صباح عيد الاستقلال الـ 76 التي تعمل في جباليا في شمال القطاع الى مشاهدة اطلاق الصواريخ على عسقلان، بدلا من الاستعراض التقليدي لسلاح الجو في سماء اسرائيل. الصواريخ التي تم اطلاقها من مخيم اللاجئين الاكبر في القطاع.
وفي كانون الاول اعلن الجيش الاسرائيلي بأنه استكمل احتلال جباليا وأنه قام بتفكيك لواء حماس في الشمال الذي عمل هناك. في حين أن معظم الجنود يخشون التطرق الى الامور السياسية حول سبب العودة الى جباليا، لا سيما الذين يوجدون في الخدمة النظامية والضباط في الخدمة الدائمة.
وقبل اربعة اشهر اعلن الجيش الاسرائيلي عن "تفكيك" كتائب حماس في شمال القطاع، لكن في هذا الاسبوع عادت الوية كاملة للعمل في المنطقة. في جباليا توجد الآن الفرقة 98، التي قبل خمسة اسابيع فقط انهت القتال في خانيونس. وحتى قبل اسبوع كانت هناك الوية من هذه الفرقة مستعدة للعمل في رفح. من يخدمون في الاحتياط تم استدعاءهم لجولة خدمة ثانية ، ودورات الضباط والقادة تم وقفها من اجل ملء الصفوف. عندما صدر قرار الكابنت في الاسبوع الماضي حول دخول الجيش الاسرائيلي الى اهداف محدودة في محيط رفح، تقرر البدء بعملية موازية في جباليا.
ومن النشاطات الجديدة للجيش الاسرائيلي في جباليا وفي مناطق اخرى في شمال القطاع، مثلا في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة، يمكن تعلم دروس رئيسية. الاول هو أن الجيش لم يقدر بشكل صحيح حجم البنية التحتية العسكرية لحماس في القطاع. الثاني هو أنه عندما غادرت القوات سارعت حماس الى اعادة بناء نفسها والتمركز في الفراغ الذي وجد. هذا التمركز بالطبع أمر محتمل في اعقاب غياب استراتيجية سياسية حول "اليوم التالي". احد ضباط الكتيبة قال إن "المهمة الرئيسية في هذه الاثناء هي انهاء العمل من اجل أن لا نضطر الى العودة الى هنا للمرة الثالثة". وحسب قول هذا الضابط فانه "في العملية الاولى كانت حاجة الى الحفاظ على الوتيرة، وقد وضعنا الاهداف حسب الوقت. العمل الآن بطيء، والجنود يعملون بشكل جذري. نحن ندخل الى الكثير من بيوت نشطاء حماس العاديين. حتى هناك نجد عبوات ودروع. يستغرقنا وقت كي نقوم بتدمير الانفاق، ليس فقط نقوم بسد فتحات الانفاق ونغادر"، قال.
وتيرة نشاطات الجيش تعتمد على الاسس التكتيكية، التي حسب ضابط شاب هي منطقية جدا. ولكن يبدو أن هذه الأسس أقل مناسبة لجنود الاحتياط الذين انضموا للكتيبة. فهم تجندوا في فترة عيد الفصح لخدمة اخرى دون تحديد موعد لانهاء خدمتهم. "لقد قالوا لنا بأنه مبدئيا نحن سنكون هنا لشهر"، قال جندي في الاحتياط. "لكن عمليا نحن نعمل حسب أمر مفتوح". وحسب قوله فانه عندما امتثلوا للخدمة في 7 تشرين الاول كان من الواضح أنه لا يمكن معرفة موعد انتهاء خدمتهم. "ولكن الآن، عندما اصبح يمكن التخطيط أكثر بقليل، هذا لا يهم"، قال.
الكثير من جنود الاحتياط يحتجون مرة تلو الاخرى على التجند بـ "أمر مفتوح". في وحدات الاحتياط التي انضمت للكتيبة فان الضباط يبلغون عن ترتيبات كاملة للقوات. "ليس كل من تجند في 7 اكتوبر يمكن القدوم الآن. نحن في ترتيب كامل للقوات لأنه في السابق كان لدينا فائض. ومن كان يصعب عليه الامتثال للخدمة مرة اخرى، لا سيما اصحاب المصالح التجارية التي انهارت والحكومة لم تساعدهم، ببساطة لم يأت. وحتى لا أحد وجه اللوم اليهم. يجب ايضا الحفاظ على الناس للمرة القادمة"، قال أحد جنود الاحتياط.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أبو عبيدة يؤكد إسرائيل تحاول إيهام العالم بالقضاء على حماس