الدار البيضاء - جميلة عمر
أكدت سفارة المملكة المغربية في الرياض أنها تتابع حالة مواطنة مغربية تتلقى العلاج في أحد مستشفيات الرياض وذلك إثر إصابات خطيرة تعرضت لها في بيت مشغلها ووفقًا لبيان من السفارة المغربية في السعودية، أنها اتصلت بالمستشفى التي توجد بها المغربية من أجل الاطمئنان عليها، كما أرسلت لجنة يترأسه الملحق الاجتماعي في السفارة من أجل أخد أقوالها ، وتوضيح عن السبب الذي جعلها تتعرض للتعذيب بطريقة وحشية.
كما جدّدت السفارة، يضيف البيان، اتصالاتها مع إدارة المستشفى ومصالح الشرطة السعودية في الرياض، وخاطبت وزارة الخارجية السعودية بواسطة مذكرات تدعوها فيها إلى التدخل لدى وزارة الصحة والمصالح الإدارية والسلطات المختصة من أجل وقف قرار إخراج الضحية من المستشفى قبل تماثلها للشفاء من جهة، وبموافاتها بنتائج التحقيق الشرطي وتحقيق النيابة العامة من جهة أخرى.
وأضاف البيان أن السفارة أبلغت أيضًا المصالح المركزية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بحالة هذه المواطنة المغربية، كما راسلت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة لتعيين محام للدفاع عنها وتمثيل السفارة كطرف مدني
وحذر البيان ،في هذا الصدد ، من "مخاطر وتبعات تنقل فتيات في مقتبل العمر للعمل في الخارج بدون عقود عمل رسمية مرخص بها من طرف السلطات المغربية المختصة"، مذكرًا في هذا الإطار بإيقاف المصالح المركزية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون وبطلب من السفارة، التصديق على "عقود عمل" مزعومة لا تتوفر فيها أدنى الشروط والضمانات القانونية.
كما نبهت السفارة إلى "تنامي ظاهرة السماسرة الذين يعملون وسطاء في استقدام فتيات في العقدين الثاني والثالث من أعمارهن للعمل بالخصوص كعاملات منزليات مستغلين حاجتهن وفقرهن فضلا عن جهلهن بنظام العمل بالمملكة العربية السعودية، للتدليس عليهن بعقود عمل غير قانونية وإغرائهن بوعود كاذبة"، مؤكدة ضرورة "محاربة هذه الظاهرة التي يجرمها القانون المغربي ومتابعة هؤلاء السماسرة للقضاء على تجارة خلفت مآسي لكثير من العائلات المغربية".
للإشارة ، وتناسلت في الفترة الأخيرة العديد من الشكاوى من طرف خادمات مغربيات بالسعودية، يزعمن تعرضهن لأصناف من التعنيف والتعسف في السعودية على يد مشغليهن، أو ما يسمى في نظام العمل الخليجي بالكفيل، تتفاوت بين المعاملة القاسية، وبين التحرش الجنسي، وأحيانا تعريضهن للسجن، وكانت تدخلات القنصلية المغربية بمدينة جدة في السعودية قد ساهمت غير ما مرة في وضع نهاية لعدد من الأحداث والوقائع المؤسفة لخادمات مغربية في المملكة.
وقبل الضحية التي رمى بها مشغلها من الشرفة ، اشتكت خادمة مغربية أخرى من الاحتجاز والتعذيب الذي طالها من طرف أسرة سعودية تشتغل لديها منذ بضعة أسابيع، موردة في تسجيل جديد بثته على موقع يوتوب، بأنها تلتمس من الملك محمد السادس أن يحميها ويتدخل لفائدتها، بأن ييسر عودتها إلى وطنها، واشتكت السيدة نزهة.ل، في مدينة عرعر في أقصى شمال المملكة العربية السعودية، التي بثت عبر الشبكة العنكبوتية عددا من تسجيلات صوتية ومرئية تشكو من خلالها وضعيتها التي وصفتها بالمزرية
وقالت نزهة، وهي من مواليد 1978، في مقطع فيديو أنها تعرضت للتعذيب من طرف مشغلتها بالسعودية، كما أنها تعيش ظروفا أشبه بالاحتجاز، مضيفة أنها توجد في وضعية لا هي عاملة، ولا هي بدون عمل، إذ كانت تزاول شغلها المضني تحت وابل من التنكيل والإهانات واستطردت المشتكية بأنها لم تذق الطعام منذ أيام خلت، وبأن الأسرة التي تشتغل لديها في السعودية أغلقت عليها باب إحدى الغرف لمدة ثلاثة أيام، إمعانا في احتجازها وتعنيفها نفسيا، مبرزة أنها طيلة هذه المدة لم تستطع الخروج.