الدار البيضاء - جميلة عمر
" تعتبر قرية "أم عزة" كانت بالأمس القريب ذات تربة خصبة ، قرية وادعة على مرمى حجر من بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله، كان يلجئ لها في فصل الربيع عدد من ساكنة الرباط وثمارة لقضاء يوم جميل مستمتعين بهوائها النقي وطبيعتها الجميلة ، واخضرارها الذي يفتن العين
و صارت " أم عزة" نقطة سوداء بها واحد من أكبر مطارح النفايات في المغرب ، المطرح حوّل القرية الجميلة إلى مكان روائحه كريهة، وتحولت البقع الفلاحية مكان لاستيعاب القاذورات التي فضلت عن موائد العاصمة
أصيبت المناطق المجاورة للمطرح ، بأمراض الحساسية ، و أصبح مع كل هبة ريح، يضع سكان دواوير قرية أم عزة أيديهم على قلوبهم. تلهج ألسنتهم بالدعاء أن يكون اتجاه هبوبها جهة غير التي يقطنون. و الأفظع أن جبل النفايات مع حرارة الجو يفور، ومع فورانه تجتاح المنطقة روائح كريهة تخترق الخياشيم ومنها تنفذ إلى الدماغ مخلفة ثورانا بالمعدة والأمعاء وشعورا بالغثيان
ووصل التلوث الذي يتسبب فيه المطرح إلى باطنها. فآبار القرويين قاطني الدواوير المحيطة بمطرح أم عزة لم تعد صالحة لأي استعمال مياه هذه الآبار التي يروون منها عطشهم ويسقون بها حقولهم الزراعية تلقوا أوامر من الجهات الوصية على القطاع البيئي بالجهة تقضي بالتوقف عن استعمالها
وأصبح الجب التي كان يرتوي منها ساكنة المنطقة سامًا ، كما تكدست سوائل سامة في أحواض عملاقة بعمق خمسة أمتار بمطرح النفايات "أم عزة".
و شرعت شركة خاصة في اختبار بكتيريا مطورة في مختبر فرنسي من أجل إنقاذ الرباط وتمارة من قنبلة بيئية، من خلال معالجة آلاف الأطنان من السوائل السامة، التي تكدست في أحواض عملاقة بعمق خمسة أمتار بمطرح "أم عزة" الممتد على مسافة أكثر من 100 هكتار.
وخصصت ولاية الرباط دعم بقيمة 5 ملايين درهم من أجل معالجة رائحة مادة “الليكسيفيا” مع اختبار تقنية جديدة لتبخيرها، بعد أن أدى تراكم أزيد من 230 ألف متر مكعب من هذه المادة السامة إلى محيط فيلات وإقامات خاصة بأسماء من العيار الثقيل.
وقال سعيد زنيبر مدير الشركة "بيتزورنو" الفرنسية التي تدبر مطرح أم عزة، و الذي يستقبل أكثر من 800 ألف طن من النفايات القادمة من 13 جماعة، فإن مشكل " اللكسيفيا" في طريقه للحل بعد تدخل الوالي محمد أمهيدية لاعتماد مصنع لمعالجة هذه المادة السامة التي تضم عددًا من المواد الخطيرة و المعادن الثقيلة