تونس - حياة الغانمي
أعلن عدد من أهالي معتمدية المكناسي، في ولاية سيدي بوزيد التونسية، الإثنين، العصيان المدني، بعد احتجاج لمدة أربعة أيام، حيث أجبر المحتجون الإدارات والمؤسسات العمومية على غلق أبوابها، باستثناء المستشفى.
وأقدم المحتجون أيضًا على غلق الطريق الوطنية "14"، الرابطة بين محافظتي قفصة وصفاقس، ومنعوا شاحنات نقل الفوسفات والسيارات الإدارية من المرور.
ويأتي هذا التحرك الإحتجاجي للمطالبة بتفعيل وعود السلطات المتعلقة بحق الجهة في التنمية.
وسيدي بو زيد هي إحدى محافظات الجمهورية التونسية الـ24، من سنة1973, مساحتها 6994 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها 429 ألفًا و912 نسمة، وفق إحصاءات رسمية لسنة 2014، وفيها 12 معتمدية، أكبرها سيدي بوزيد الغربية، وسيدي بوزيد الشرقية، والرقاب، وجلمة، والمزونة، وهي محافظة زراعية، من أهم منتجاتها الخضروات وزيت الزيتون.
وتقع سيدي بو زيد على مقربة من سفح جبل الكبار، الموجود في ما عرف سابقًا ببلاد قمودة، وتعتبر المدينة بوابة تربط بين الشمال والجنوب، وخاصة الجنوب الغربي والشمال الشرقي، إذ تبعد عن مدينة صفاقس 135 كيلومترًا، وتبعد عن القصرين 67 كيلومترًا، فيما تبعد عن قفصة 100 كيلومتر، و تبعد عن القيروان 135 كيلومترًا، كما تفصلها عن تونس العاصمة 600 كيلومتر.
وتقع المدينة في منخفض من الأرض، يحيط به من الناحية الشرقية جبل فائض، ومن الناحية الشمالية جبل لسودة، ومن الناحية الجنوبية جبل قارة حديد، ومن الناحية الغربية جبل الكبار، مما يجعلها عرضة لفيضانات بعض الأودية، مثل وادي الفكة، الشيء الذي تمت بموجبه حماية المدينة من الفيضانات، من الجهة الشمالية، بحزامٍ واقٍ، ومن الجهة الجنوبية، بقنال فالتة قلة.
وتجدر الإشارة إلى أن سيدي بوزيد شهدت اندلاع أول احتجاجات الثورة، في ديسمبر / كانون الأول 2010، إثر إضرام شاب تونسي النار في جسده، وهو ومحمد البوعزيزي، احتجاجًا على الفقر والبطالة، فخرجت الحشود التونسية في ثورة حاشدة، في 17 كانون الأول 2010 ،وامتدت مظاهرات سيدي بوزيد إلى عدد من المدن والقرى التونسية، المحاصرة بالفقر والبطالة والقمع والتهميش، لدرجة وصلت إلى عصيان مدني شامل، أدت في النهاية إلى هروب رئيس الجمهورية السابق، زين العابدين بن علي، من البلد، خلال أقل من شهر واحد من تاريخ الحادثة.