تونس - حياة الغانمي
أعلن المتحدث بإسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، في تصريحات صحافية أنه تمّ أخيرًا رصد تحرّكات لعناصر متطرفة متمركزة في المنطقة الغربية لصبراطة، وذلك لاستهداف القاعدة الجوية و السيطرة عليها، مشيرا في ذات السّياق أن هذه التّحركات المرصودة تبعد مسافة 25 كلم على الحدود التونسية. وبيّن المحدّث أن هذه التّحركات لمجموعة كانت تابعة للمتطرف عبد الله دباشي، أميرهم السابق الذي قُضي عليه في عملية سابقة للجيش الليبي.
وكان عدد كبير من المتابعين قد نبهوا إلى أن حالة الاضطراب التي تشهدها تطاوين ومدنين غير بعيدة عن الوضع في ليبيا وسيناريو متطرف لتسرب عناصر "داعش" إلى الجنوب التونسي. وقد تم التأكيد على أن عدد من الإرهابيين يتمركزون بالقرب من المناطق الحدودية ينتظرون الفوضى والبلبلة، ليتسللوا إلى تونس التي أكد الجميع أنها قد تصبح موطنًا جديدا للإرهابيين الذين فقدوا مواقعهم ومكانتهم في بؤر التوتر على غرار سورية والعراق وليبيا.
وقد أكد عدد من الخبراء المختصين في الجماعات المتطرفة أن عناصرها يبحثون دائما عن أماكن متوترة ليستقروا فيها، مستغلين الأوضاع الساخنة لينفذوا مخططاتهم وعملياتهم الغادرة، ويرى الدكتور حمد المناعي أن الخطير في الأمر أننا لسنا فقط نسير ببطء بل نحن نغرق بسرعة، وأنه بات معروفًا أن اختيارات الشعب ليست ذا قيمة بقدر قيمة الوعود والاتفاقات وتفاهمات هذه الحكومة وما فرضته أطراف أجنبية حسب قول محدثنا.
وقال المناعي أن الحكومة لم تحط جيدا بالأزمة وقد عجزت عن الفهم والتحليل وعلى ردة الفعل وتهاونت بالمصالح العليا للبلاد وللمواطنين. وأنه تبين أننا لا نملك حكومة وإنما مجموعة من الوزراء ولاؤهم لأحزابهم أكثر من ولائهم للحكومة وكل له تحليله وتفسيره على حد قوله .وشدّد رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية في تصريحاته لـ"العرب اليوم" على أن ما أعلن عنه من إجراءات كان من المفترض أن يتّخذ وينّفذ منذ تأسيس الحكومة. وانتقد محدثنا رد فعل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واصفا اياها بـ"البطيئ" كما انتقد التدخل الأمني معتبرا أن أجهزتنا الأمنية لم تكن في المستوى المطلوب وأنها قد تكون "مخترقة" كما جاء على لسانه مناديا بضرورة إعادة مراجعة المنظومة الأمنية عموما. وأشار المناعي إلى وجود خوف كبير الآن يتوجس المواطنين وأنه لا توجد قوة أو مرجعية في الدولة التونسية يمكنها طمأنة التونسيين غير المؤسسة العسكرية التي حافظت على احترام المواطنين لها.