الرباط - رشيدة لملاحي
في الوقت الذي وجه زعيم حزب "الوردة"، إدريس لشكر، مدفعيته صوب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، واتهامه بالوقوف وراء أزمة تشكيل الحكومة أو ما أصبح يعرف في المشهد السياسي المغربي بـ"البلوكاج"، أصدر حزب "المصباح" بلاغًا أكد من خلاله استحضار روح الخطاب الملكي لـ 9 مارس/آذار للاستمرار في بناء الخيار الديمقراطي الذي يقوده العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأوضح بيان حزب العدالة والتنمية المغربي "أن أعضاء الأمانة العامة للحزب، استرجعوا السياق السياسي لهذا الخطاب الذي تابعه المغاربة في الداخل والخارج، وأشادت به القوى الدولية، واعتبرته بمثابة جواب سياسي قوي وشجاع أعطى للمسار الديمقراطي في المغرب دفعة قوية".
وشدد بلاغ حزب "المصباح" على خطاب 9 آذار بالقول "أسس للمكتسبات الدستورية الهامة التي نعيشها اليوم، والتي تحتاج للتحصين من قبل الجهات كافة الحريصة على صورة المغرب ودوره كواحة للاستقرار ونموذج في المنطقة، وعلى رأسها الأحزاب الوطنية والديمقراطية”، فيما تحاشى بلاغ الأمانة العامة للحزب، الحديث عن أزمة تشكيل الحكومة المغربية ومستجدات المشاورات مع حزب التجمع الوطني للأحرار وكذلك الرد على الأحزاب التي هاجمت الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران.
يشار إلى أن حزب"الحمامة" أصدر هو الآخر بلاغًا مقتضبًا، تحاشى من خلاله الحديث عن تشكيل الحكومة المقبلة وأزمة المشاورات، حيث لم يكشف البلاغ عن موقف المكتب السياسي للحزب اتجاه أزمة تشكيل الحكومة، عقب رفض بنكيران، طلب عزيز أخنوش بانضمام الاتحاد الاشتراكي للتحالف الحكومي المقبل.
وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، قد هاجم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، حيث وصفه بالرئيس "المتسلط" الذي يحاول فرض رأيه في تدبير المشاورات دون إشراك الأطياف السياسية الأخرى، خلال لقاء أمام وسائل الإعلام، في مقر الحزب في الرباط، كما اتهم زعيم حزب "الوردة"، الأمين العام لحزب "المصباح" بنكيران، بمحاولة تشتيت حزبه عقب طلب لائحة الوزراء منه قبل الحسم في الأحزاب المشاركة، متسائلًا"ماذا لو منحنا بنكيران لائحة، أكيد سيسربها لوسائل الإعلام التابعة له في أول اختلاف معه ويخلق اختلافات وتوترات داخل حزبنا"، حسب تعبير لشكر.
يًذكر أن إدريس لشكر، قد عبّر عن استغرابه من طريقة تدبير رئيس الحكومة المكلف من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس بتشكيل الحكومة المقبل، التي مرت أكثر من أربعة أشهر على أزمة تشكيلها، بقوله "رئيس الحكومة ينظر إلى عزيز أخنوش على أنه شيطان فور علمه تواجده في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي، لكن ملاك لحظة وصوله لبيت بنكيران لمواصلة المشاورات"، مؤكدًا تشبث حزبه بالانضمام إلى التحالف المقبل إلى جانب زعيم حزب "الحمامة" أخنوش.
وشدد لشكر على موقف حزب الوردة من دخول الحكومة المقبلة، مشيرًا إلى أن المنهجية الديمقراطية في اختيار رئيس مكلف بتشكيل الحكومة والبحث عن أغلبية لوحدها، وإن كانت على أساس الممارسة السياسية الصحيحة، لن تفرز مشهدًا سياسيًا سليمًا دون منهجية تفاوضية ناجعة، مضيفًا أنه وقع إخلال بالمسؤولية الملقاة على عاتق المكلف بتشكيل الحكومة.
يشار إلى أن رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران، أكد تشبثه بموقف عدم دخول الاتحاد الاشتراكي للتحالف الحكومي المقبل، رغم فتح باب المشاورات الأولى مع الحزب، إلا أنه اتهم إدريس لشكر بعدم الرد عليه ومحاولة استغلال الدعوة الموجهة لحزبه للمشاركة في الحكومة بالتحالف مع أطياف سياسية أخرى بعيدًا المشاورات الرسمية.
وكان زعيم حزب الحمامة عزيز أخنوش، قد أكد في آخر تصريح له تشبث حزبه بدخول الاتحاد الاشتراكي إلى التشكيلة الحكومية المقبلة، موضحًا أنه لا يمكنه المشاركة بدون حزب الوردة الذي اكتسب تجربة كبيرة في دفاعه عن الوحدة الترابية للمغرب.