الجزائر ـ ربيعة خريس
أكّد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، فخر بلاده بوسطية مراجعتها الدينية وبوسطية منهجها السياسي، مشيرًا إلى أنّ رصيد الجزائر الغني بمواقف الاعتدال منذ اختارت الإسلام دينا عن طواعية واقتناع، هو الذي يحمي اليوم المجتمع الجزائري من هذه التجاذبات الإقليمية والعالمية.
ويرى القاضي الأول للبلاد، الأثنين، في رسالة بعث بها إلى المشاركين في الطبعة الـ 18 لأسبوع القرآن الكريم، أن الوسطية هي أحسن برهان على نبل الاسلام ونبذه لأي شكل من أشكال العنف والغلو. وأوضح عبد العزيز بوتفليقة أنّ الوسطية والاعتدال لعبتا دورًا كبيرًا في نجاح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وجعلت الجزائريين يلتفون حول هذا الميثاق.
واعترف الرئيس الجزائري، في رسالته بأن الدين الاسلامي الحنيف أصبح مستهدفا اليوم ظلمًا وعمدًا من طرف أوساط حاقدة، ووجه عبد العزيز بوتفليقة دعوة للعلماء الجزائريين وطليعة الأمة الاسلامية بأن يهبوا للدفاع عن صورة الدين الإسلامي.
وقال بوتفليقة في رسالته التي قرأها نيابة عنه مستشاره بوغازي، " من رحم مرجعتنا الحضارية المزاوجة بين تعاليم الإسلام الوسطية المعتدلة وبين حب الوطن والتضحية من أجله, ولدت مدرسة الجزائر في الوقاية من التشدد تستقطب المهتمين ويلجأ إليها العقلاء ويستمد من حكمتها الأصدقاء وتبث في المجتمع الاعتزاز والثقة في الذات".
وشدد الرئيس الجزائري على تمسك بلاده بموروثها الحضاري على مر السنين وما تملكه حاليًا من تراث عظيم في الثقافة والعلوم, قائلًا عنه إنه يعتبر شاهدا على ذلك الموروث وحجة قوية نواجه بها تحديات عالمنا اليوم, هذا العالم الذي يشهد تقلبات مثيرة للحيرة, باعثة للدهشة ومترجمة لواقع خطير يكاد يعصف بالبشرية في وجودها الحضاري".