القنيطرة-سناء بنصالح
ترَأس وزير الداخلية محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس، حفل تخرج الفوج الواحد والخمسين من السلك العادي لرجال السلطة، وذلك بحضور عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية بالمعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الوزير حصاد على منظومة التكوين المتميزة للمعهد الملكي للإدارة الترابية، مبرزا أنها تساهم من خلال المناهج المتميزة في التدريب والتأطير ومن خلال خبرة وتجربة الطاقم التربوي المدني والعسكري الذي يشرف على تنزيل هذه المنظومة، في دعم القدرات المعرفية للمتخرجين والرفع من مستوى استعدادهم لممارسة مهامهم.
وشدّد محمد حصاد على دور رجل السلطة في تعزيز ثقة المواطن بالمؤسسات، على ضرورة تميز رجل السلطة بالقدرة على استشراف حاجيات المواطن وتلبيتها والتجرد والصرامة في تطبيق القانون، مشددا على ضرورة التواجد الدائم بالميدان، والارتباط والتواصل مع المواطن، ترسيخا للدينامية التي تم تأصيلها من خلال المفهوم الملكي للسلطة الذي أطلقه الملك محمد السادس، كما شدد على أن هاجس توفير الأمن يظل التحدي الأكبر باعتباره الركيزة الأساسية التي يمكن عبرها الانطلاق لتحقيق متطلبات التنمية والديمقراطية، مهيبا بالجميع مواصلة الانخراط في المقاربة الاستباقية ضد المخاطر الإرهابية، ومنوها بما تبذله الإدارة الترابية والمصالح الأمنية بمختلف مستوياتها من أجل المحافظة على أمن وسلامة المواطنين، وباليقظة المستمرة لهذه الأجهزة من أجل التصدي لكل المحاولات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار المملكة.
وزير الداخلية أبرز أيضا أن مهام رجل السلطة في تطبيق القانون تجعله في احتكاك مباشر مع المخالفين للقانون ومع كل من يسعى إلى استغلال حاجة المواطن لأغراض بعيدة عن المصلحة العامة، مما يجعله مستهدفا بسلوكات تمس بشخصه وبوظيفته، أكد أن وزارة الداخلية ترفض التحامل المجاني على رجال السلطة وأعوانهم ومحاولة المس بهيبة الدولة، وتستنكر تعميم بعض التجاوزات الفردية والمعزولة على جهاز بكامله، داعيا، في هذا الشأن، جميع الفاعلين المحليين، بمن فيهم رجال السلطة، إلى تعزيز هيبة الدولة من خلال الابتعاد عن كل الممارسات والسلوكات التي من شأنها المس بمصداقية المؤسسات أو التشكيك في فعاليتها، كما أكد على أن وزارة الداخلية وبقدر عدم توانيها عن التصدي بكل حزم للتجاوزات الفردية المعزولة لبعض رجال وأعوان السلطة، لا تتردد في الدفاع عنهم وحمايتهم من كل الحملات التي تسعى لعرقلة أدائهم لمهامهم، مع التنويه في كل مناسبة بأدائهم وحضورهم الدائم.
وتزامن تخرج هذا الفوج مع فتح المملكة لورش تنموية كبرى، تستدعي من رجال السلطة مواكبتها وتجنيد كل الطاقات المحلية من أجل إنجاحها، من قبيل الانتخابات التشريعية التي ستشهدها المملكة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، والتي تتطلب من الخريجات والخريجين ورجال السلطة وأعوانهم التحلي باليقظة والحزم والالتزام بالنزاهة والحياد واعتماد نفس المسافة اتجاه جميع الفرقاء السياسيين وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الشبهات، حيث انكبت الوزارة -يقول حصاد-تنفيذا للتوجيهات الملكية، على إعداد أرضية عمل جديدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف، بالإضافة إلى جانب تعزيز المكاسب وإرساء النجاعة الاجتماعية في المشاريع المنجزة، إلى تجسيد التطلعات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، داعيا، بهذا الخصوص، رجال السلطة إلى وجوب رصد كل أشكال الدعم لكل المبادرات التنموية ولكل البرامج التي تتوخى توفير شروط الحياة الكريمة للمواطن، إعمالا لقيم التضامن والعدالة الاجتماعية.