دمشق – خليل حسين
كشفت أعداد القتلى والجرحى الذي سقطوا خلال هجوم تنظيم داعش على مدينة دير الزور شرق سورية وسيطرته على عدد من المناطق ثم الانسحاب منها ، وتنظيم داعش يلغي إجازات عناصره ويكشف دورياته ومحارسه على أطراف المدينة وفصائل المعارضة تستعيد مواقع في ريف حلب الشمالي .
وكشفت مصادر مطلعة في مدينة دير الزور إلى العرب اليوم أن القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها تكبدت أكثر 60 قتيلاً خلال هجوم داعش على المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في المدينة ، وأن عدد غير معلوم من أشخاص تم أسرهم واعتقالهم او حتى قتلهم، في حين وصلت جثث 25 شخص من مقاتلي ( الأنصار) وهم أبناء مناطق دير الزور الى ذويهم بينما لم يعرف عدد القتلى من (المهاجرين – المقاتلين الأجانب) ورجحت المصادر ان عددًا يوازي عدد المقاتلين الأنصار .
وقام تنظيم داعش اليوم بتعليق جثث و رؤس عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في العديد من أحياء المدينة التي يسيطر عليها، واستعادت القوات الحكومية الأحد، السيطرة على مشفى الأسد الجامعي في مدينة دير الزور بعد يوم من سيطرة تنظيم داعش عليه.
ونقلت مصادر إعلامية أن قوات النظام السوري تمكنت من استعادة السيطرة على مشفى الأسد الجامعي شرقي المدينة، والذي استولى عليه تنظيم ‹داعش› في غضون ساعات قليلة ، وتمكنت من تحرير كافة الكوادر الطبية في المشفى والتي احتجزها عناصر التنظيم، عدا طبيب واحد لا يزال في عداد طبيبين احدهم يدعى ميزر العامري، دون أن يكشف التنظيم عن مصيره لحد الآن"، وأكدت المصادر أن الاشتباكات الدائرة حول المشفى منذ ليلة أمس وحتى صباح اليوم أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 عنصر من قوات النظام وجرح آخرين كما قتل من الطرف الآخر نحو ثلاثين عنصرًا.
كان "داعش" شن السبت هجومًا مباغتًا على عدة مناطق متبقية تحت سيطرة النظام في مدينة دير الزور، تمكن خلاله من بسط سيطرته على أكثر من مركز حيوي في المنطقة منها مشفى الأسد الجامعي وكلية الآداب، وقال مصدر عسكري سوري إن سلاح الجو في الجيش السوري نفذ فجر اليوم غارات مكثفة على أرتال آليات وعربات لتنظيم “داعش” في قرية البغيلية ومحيط مطار دير الزور أسفرت عن مقتل عشرات المتطرفين، وأفاد مصدر ميداني بأن وحدات الجيش المرابطة في مطار دير الزور العسكري “خاضت اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية مع مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” تسللت من منطقة المقابر في اتجاه المطار”.
وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات انتهت “بصد الهجوم والقضاء على جميع أفراد المجموعات المتطرفة، وبين المصدر الميداني أن وحدة من الجيش “دمرت بصاروخ موجه عربة لـ“داعش” في محيط منطقة البانوراما” على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة دير الزور.
وقضت وحدات من الجيش أمس على مجموعات من تنظيم “داعش” تسللت إلى مشفى الأسد ومحطة سادكوب ومركز تخزين الحبوب في مدينة دير الزور، وذكر مصدر في المحافظة أن عناصر تنظيم “داعش” استهدفوا أمس بعشرات القذائف الصاروخية والهاون جميع أحياء مدينة دير الزور التي تحت سيطرة الحكومية السورية ما أسفر عن “وقوع أضرار مادية كبيرة بالمنازل والممتلكات العامة والخاصة”.
وتكبد تنظيم “داعش” خلال الأيام القليلة الماضية خسائر فادحة بالأفراد من بينهم “أبو هاجر الخير” قائد ما يسمى “سرية الاقتحام في حي الصناعة” وعدد من المرتزقة من جنسيات أجنبية فضلا عن تدمير عدة آليات لهم وعربات بعضها مفخخ، وفي مدينة الرقة نقلت مصادر خاصة لـ العرب اليوم ان تنظيم داعش أصدر قراراً بإلغاء الإجازات الأسبوعية لعناصره، ورفع معدل المناوبات في النقاط الأمنية داخل وخارج المدينة، تحسبا لأي هجوم قد تشهده في الايام المقبلة.
وأكدت المصادر أن القرار لم يقتصر على العسكريين فقط، بل شمل الإداريين أيضًا، إذ ألزم كل عناصره بالحضور اليومي، وزاد من وتيرة حفر الخنادق ووضع الحواجز حول المدينة، بالإضافة إلى تغيير مواقع القيادة في المدينة، وكشفت المصادر أن " تنظيم داعش أغلق كافة مقاهي الانترنت في حي المشلب شرق مدينة الرقة .
وفي ريف حلب استعادت فصائل معارضة الأحد، السيطرة على عدّة مواقع في الريف الشمالي لمحافظة حلب شمالي سورية، بعد معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وسط قصف مدفعي للجيش التركي وجوي من جانب التحالف الدولي – العربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وقال قيادي ميداني في صفوف المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي " إن مقاتلي فيلق الشام وفرقة السلطان مراد شنوا هجوماً عنيفاً على تجمعات تنظيم ‹داعش› في عدّة محاور من ريف حلب الشمالي تمكنوا خلاله من استعادة السيطرة على قرية الفيزرية قرب الحدود السورية التركية ".
وأضاف القائد الميداني أن القرية لها موقع استراتيجي لوقوعها على الطريق الواصل بين مدينة إعزاز وبلدة صوران الواقعة تحت سيطرة ‹داعش› ما يعني سيطرة الفصائل على طريق استراتيجي من الممكن أن يستفيد منه التنظيم في حال فكر بالهجوم على مدينة إعزاز ، وسيطرة فصائل المعارضة جاءت بعد معارك عنيفة بين الطرفين قتل خمسة من عناصره التنظيم وجرح عدد آخر، فيما تتواصل المعارك وسط قصف مدفعي للجيش التركي على مواقع التنظيم في بلدتي جكا وقصاجك، تزامن ذلك مع قصف جوي للتحالف الدولي – العربي على بلدتي كفرة وتليل الحصن وسط أنباء عن إصابات في صفوف عناصر التنظيم ".
بدأ تنظيم داعش يفقد السيطرة على أهم القرى والبلدات الحدودية مع تركيا عقب تنفيذ فصائل المعارضة هجمات معاكسة على مواقعه بدعم مدفعي تركي وضربات جوية من طائرات التحالف الدولي، وفي ريف حلب الجنوبي تجددت المعارك ظهر اليوم الأحد بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية والأفغانية المساندة لها من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى، في عدّة جبهات بالريف الجنوبي لمحافظة حلب شمالي سوريا.
وقال مقاتل في صفوف قوات المعارضة في تصريح صحافي إن قوات النظام مدعومة بغطاء جوي شنت هجوماً واسعاً على مواقع يسيطر عليها جيش الفتح عند أطراف بلدة العزيزية، ما أدى لاندلاع اشتباكات بين الطرفين، فيما حشدت الميليشيات الإيرانية عدداً كبيراً من مقاتليها في تلة الأربعينية جنوبي بلدة الحاضر في محاولة للتقدم إلى مواقع جيش الفتح في بلدتي بردة وأبو رويل "، مضيفًا: "مقاتلي جيش الفتح تمكنوا من صد الهجوم رغم القصف الجوي والصاروخي، وأجبروا القوات على التراجع بعد قصف مواقعها بصواريخ غراد ومدافع جهنم وصواريخ محلية الصنع، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والميليشيات المساندة لها، في حين قصف الطيران الحربي بلدات الزربة وخان طومان وبانص ومنطقة إيكاردا، دون ورود معلومات عن إصابا"..
قوات النظام والقوى المؤازرة لها جلبت تعزيزات كبيرة من معامل الدفاع بالسفيرة نحو جبهات ريف حلب الجنوبي تمهيداً لهجوم شامل يمكنها من استعادة جميع البلدات التي خسرتها لصالح جيش الفتحن وفي حماة فشلت القوات الحكومية في استعادة بلدة الزارة بعد معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة سقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف الجانبين في حين تواصل الطائرات الحربية الروسية وأخرى تابعة لقوات الأسد قصف الزارة بالصواريخ العنقودية والفراغية.
وكان مسلحو المعارضة دمروا السبت، آلية مجنزرة للقوات الحكومية في حاجز الجبين بريف حماة بصاروخ موجه وقتلوا طاقمها، ومن جهة أخرى، أطلقت القوات الحكومية سراح ٤ معتقلين جدد من سجن حماة المركزي، وذلك ضمن اتفاق “فك الاستعصاء” الذي وقع الاسبوع الماضي .
أما في محافظة إدلب، فقد تعرضت بلدات الكندة ومرعند بداما والناجية في جسر الشغور لقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ العنقودية من قبل الطيران المروحي والحربي السوري، وفي ريف اللاذقية واصلت طائرات المروحية السوري اليوم الأحد، إلقاء البراميل المتفجرة على عدة قرى في ريف اللاذقية ، بالإضافة لتعرض العديد منها لقصف مدفعي من قبل القوات الحكومية .
وقالت مصادر إعلامية معارضة أن " طائرة مروحية تتبع للقوات الحكومية ألقت عدد من البراميل المتفجرة على عدة محاور بالقرب من قرية كبانة في جبل الأكراد مما أدى لإصابة عدد من مقاتلي المعارضة المتحصنين على أطراف البلدة ترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف طال البلدة والطريق الرئيسي المؤدي إليها بالإضافة لقصف مماثل طال محاور بلدة قرية الحدادة دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا"، كما جرت اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة من جهة والقوات الحكومية من جهة أخرى دارت صباح اليوم على عدة محاور بالقرب من ناحية كنسبا في جبل الأكراد تمكنت من خلالها فصائل المعارضة من تدمير دشمة للقوات النظام وجرح عناصرها".
ويشهد ريف اللاذقية قصفًا جويًا ومدفعياً بشكل شبه يومي يطال بلدات جبلي الأكراد والتركمان وسط اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة على أطراف ناحية كنسبا في جبل الأكراد التي تحاول فصائل المعارضة استعادتها بعد أن تمكن النظام وبمساندة من قوات روسيا السيطرة عليها قبل أشهر.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن مجموعات وصفها بالإرهابية أغلبها من تنظيم “جبهة النصرة” تسللت بعد ظهر اليوم إلى أطراف الحي الخدمي على أطراف مدينة البعث حيث تصدت لها وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وأوقعت بينها العديد من القتلى والمصابين.
ولفت المصدر إلى أنه بالتزامن مع الهجوم المتطرف استهدفت مجموعات تنتشر في قريتي الحميدية والصمدانية الغربية بنيران الرشاشات الثقيلة الأحياء السكنية في مدينة البعث وبلدة خان أرنبة، وأوضح المصدر أن نيران الرشاشات الثقيلة ألحقت أضرارا مادية كبيرة بعدد من المنازل والبنى التحتية في المدينة والبلدة دون أن تسفر عن وقوع ضحايا بين السكان.
وتنتشر في بعض قرى محافظة القنيطرة مجموعات إرهابية تتلقى جميع أنواع الدعم والتسليح من كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام السعودي الوهابي تحاصر الأهالي وتعتدي على السكان في القرى المجاورة بالقذائف، وفي حمص نفذ سلاح الجو في الجيش السوري اليوم سلسلة من الطلعات المكثفة على تجمعات وأوكار لتنظيم “داعش” في ريف حمص الشرقي.
وذكر المصدر العسكري أن الطلعات الجوية تركزت في محيط حقل الشاعر للغاز ما أسفر عن “تكبيد “داعش” خسائر كبيرة بالأفراد والآليات والعربات المزودة برشاشات متنوعة، وذكر مصدر ميداني أن وحدات من الجيش حققت خلال الساعات الماضية تقدما في عملياتها المتواصلة على أوكار تنظيم “داعش” في محيط حقل الشاعر وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم المتطرف سقط خلالها عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب.
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش أحبطت هجوما لتنظيم “داعش” في اتجاه نقطة عسكرية في سلسلة جبال الهيال بريف تدمر ودمرت العديد من آلياتهن وفي محافظة درعا نفذت وحدات من الجيش السوري عمليات وصفتها بالدقيقة على بؤر وتجمعات لتنظيم “جبهة النصرة” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في منطقة درعا البلد.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح بأن العمليات أسفرت عن تدمير عربتين لإرهابيي جبهة النصرة في حي طريق السد وسيارتين محملتين بالإرهابيين والأسلحة في الطرف الغربي لحي النازحين"، وأوقعت وحدات من الجيش أمس قتلى ومصابين بين إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” ودمرت مقر قيادة لهم و3 دشم رشاش جنوب حي المنشية وسيارتي دفع رباعي مزودتين برشاشات جنوب مخيم النازحين.