مراكش - جميلة عمر
الهجرة السرية ، أو قوارب الموت الحالم بها يضع بين عينيه قبل الوصول إلى الفردوس الأوروبي الموت، فالرحلة غير مضمونة مائة في المائة، فالراكب في هذه القوارب مفقود، والناجي من الموت مولود، مآسي كثيرة وحلول ضعيفة.
أحد ضحايا الهجرة الطالبة "حياة بالقاسم " البالغة من العمر 20 عامًا، وهي طالبة بكلية الحقوق في مارتيل، وأخت لخمسة إخوة، وتتحدر من أسرة فقيرة تقطن بحي شعبي في تطوان، قتلت في حادث إطلاق النار على زورق للهجرة غير الشرعية من طرف القوات القتالية التابعة إلى البحرية الملكية المغربية.
تابعت الضحية دراستها في ثانوية القاضي عياض في تطوان، قبل أن تلتحق بالجامعة لمتابعة دراستها بكلية الحقوق في مارتيل، وأكد أكثر من مصدر أن الشابة المذكورة كانت تتصف بحس السلوك والأخلاق، قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا لتحقيق جزء من حلم راودها منذ مدة لتحسين أوضاعها المادية ووضع أسرتها.
وانتهى حلم حياة التي كانت تحلم بإنقاذ عائلتها، بجريمة قتل، إذ كانت ضحية طلقات نارية من طرف البحرية الملكية المغربية، حيث أطلقت هذه الأخيرة النار على زورق يقل مهاجرين غير شرعيين في البحر المتوسط، بعد أن رفضوا الاستجابة للتحذيرات، ما أسفر عن مقتل الشابة حياة وإصابة ثلاثة مغربيين آخرين بجروح متفاوتة واحد منهم بترت ذراعه ونقل إلى العاصمة الرباط.
وحسب مصدر طبي أن من بين المصابين شابين من تطوان والآخر من شفشاون، موضحًا أن أحد المصابين نُقل إلى قسم الإنعاش في مستشفى ابن سينا بالرباط في حالة حرجة، حيث أجريت له عملية جراحية دقيقة تمكن خلالها الأطباء من إرجاع ذراعه بعدما كانت مهددة بالبتر، في حين يرقد الآخرين في مستشفى محمد السادس بالمضيق.
هكذا كانت نهاية حلم حياة التي شيع جثمانها المقبرة الإسلامية "ابن كيران"، بحضور كبير لممثلي السلطات المحلية والمصالح الأمنية، على رأسهم باشا المدينة.