الرباط - عمار شيخي
احتضنت العاصمة المغربية الرباط، "المنتدى الأول للعلماء الوسطاء بشأن الوقاية من التطرف العنيف"، والذي اختتم مساء أمس الثلاثاء، بالتأكيد على أهمية بناء استراتيجية وميثاق عمل للوقاية من التطرف العنيف، وينبني الميثاق المنبثق عن المنتدى الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء، على جمع وتصنيف المعطيات والبيانات المتصلة بخطاب التطرف العنيف من أجل القيام بتحليل مضامينه، والعكوف على تفكيك مفاهيمه، وإنتاج الخطاب البديل وفق الأسس العلمية الشرعية المعتبرة، وتعزيز "التثقيف الرقمي" بمزيد تأسيس فضاءات تفاعلية رقمية لبث المعرفة الدينية الآمنة تحصينا لرواد شبكة الانترنت من آفات التطرف والانغلاق والجمود. وأوصى الميثاق بتقوية قدرات القادة الدينيين الشباب "العلماء الوسطاء" والشباب "المثقفين النظراء"، وتنمية مهاراتهم الممكنة من تفعيل خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الجمالي والتراحمي للدين الإسلامي الحنيف، فضلًا عن بلورة أدوات ووسائل عمل يتم اعتمادها وتملكها من أجل تعزيز قدرات القادة الدينيين والشباب، قصد تمكينهم من تعرف المخاطر استباقيًا، والتصدي لها قبل حدوثها، وذلك بتمكينهم من تحديد وفهم السلوكيات المتضمنة للكراهية والعنف، والقدرة على محاصرتها بشكل سريع وموحد.
وذكرت الرابطة بأن تنظيم هذا المنتدى الذي نسق أشغاله مركز الدراسات والأبحاث في القيم، يأتي في إطار استراتيجية المؤسسة لتزويد العلماء بكفايات ومهارات تسهم مع مختلف الفاعلين في الحد والوقاية من السلوكيات الخطرة التي يعتبر التطرف العنيف من أشدها ضررًا وفتكًا في المجتمعات، وذلك تماشيًا مع التوجيهات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى بلورة المضامين الأصيلة المتزنة والوسطية المعتدلة للدين الحنيف في إطار ثوابت المملكة.
وأشارت الوثيقة ذاتها إلى ضرورة صياغة مخطط عمل من طرف العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء للعمل في الميدان وبلورة استراتيجيات لتنفيذه، بإبراز مختلف الأنشطة والآليات التي يتم الاشتغال بها، وتعزيز ودعم شبكة العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء المنوط بهم العمل من أجل الوقاية من التطرف العنيف، وتحديد طبيعة ومجالات تدخلات العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في التصدي لخطاب التطرف العنيف، وتفعيل الآليات العملية التي يمكن اعتمادها، وتعزيز التعاون مع مختلف الفاعلين من أجل مكافحة هذه الآفة.
كما تضمن الميثاق اتفاقًا على إعداد دليل لتدريب العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في مواضيع مكافحة التطرف العنيف، والسعي لامتلاك الآليات والكفايات التي من شأنها أن توصل الشباب لخدمة نظرائهم، واعتبار عمل العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء عملًا تطوعيًا إراديًا، يبتغي تعزيز ثقافة التعارف والتسامح والسلم.