الدار البيضاء : جميلة عمر
تتوجه أنظار المجتمع الدولي ( حكومات، منظمات دولية، مجتمع مدني محلي ) إلى معضلة عودة المقاتلين الأجانب من بؤر التوتر دون غيرهم، رغم أن الظاهرة لا تقتصر فقط على الرجال بل تشمل أيضا أعداد كبيرة من النساء والأطفال، وفي هذا الإطار، كشفت السلطات المغربية أن نحو 300 امرأة وأكثر من333 طفلا بينهم 150 فتاة قاصر من أعمار مختلفة التحقوا منذ 2011 ببؤر التوتر في سورية والعراق، أغلبهن انضممن إلى تنظيمات متطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي.
ومنذ بداية 2017 عادت أكثر من 150 امرأة إلى المغرب بعدما بدأ وهم "دولة الخلافة" يتبدد، وفقدت داعش قوتها وسقطت مختلف معاقلها، فيما يظل مصير باقي النساء أطفاله مجهولا أو معتقلات لدى تنظيمات وفصائل أخرى، ونظرا لما يترتب عن عودة النساء وأطفالهم من بؤر التوتر من نتائج وتداعيات، مما يفرض على المجتمع المدني ضرورة البحث عن مقاربات متنوعة لتأهيلهم وإعادة إدماجهم، خصوصا أن أغلبهم لم يسبق لهم التورط في عمليات مخالفة للقانون في بلدان التوتر.
لذلك، يعتزم مرصد الشمال لحقوق الإنسان تنظيم ورشة عمل بشأن "العائدات من بؤر التوتر وآليات الإدماج" لفائدة جمعيات المجتمع المدني بكل من تطوان، مرتيل، المضيق، الفنيدق، وتهدف ورشة عمل إلى تمكين فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة من آليات عملية من أجل التعامل مع أنماط مختلفة من العائدات. وأطفالهم من بؤر التوتر، وسبل وتأهيلهم وإعادة إدماجهم داخل النسق الاجتماعي.