الدار البيضاء ــ جميلة عمر
كشف خفر السواحل الإيطالي عن أن ستة أشخاص لقوا حتفهم، فيما تم انقاذ 1164 آخرين، خلال عمليات إغاثة لزوارق مهاجرين غير شرعيين، فجر الإثنين، في البحر المتوسط. وأنقذ خفر السواحل الإيطالي مهاجرين كانوا يستقلون ستة زوارق مطاطية، وزورقًا خشبيًا، وشارك في عملية الإنقاذ سفينة "أكواريوس" التي تديرها منظمة "إس.أو.إس المتوسط"، برفقة أطقم منظمة "أطباء بلا حدود".
ووفق معطيات أعلنتها وزارة الداخلية الإيطالية، سبق وأن وصل إلى سواحلها هذا العام أكثر من 173 ألف مهاجر. ومن جهة أخرى ، لازال ملف الراغبين في الوصول إلى الضفة الشمالية، عبر ركوب أمواج الموت، على طاولة المناقشات العاجلة للحكومات الأوروبية، ومحور محادثات اللقاء والزيارات الرسمية بين زعماء دول جنوب المتوسّط ودول الضفة الشمالية، ومع ارتفاع أعداد الغرقى بشكل يومي، وتعقد وضع المهاجرين في دول الاستقبال، تزداد الحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لهذه القضية، وسط دعوات من الخبراء إلى التمعن في المقاربة المغربية في التعامل مع هذه القضية، التي نجحت إلى حد يجعلها تستحق أن تكون نموذجًا يمكن الاقتداء به.
وتراهن أوروبا على النموذج المغربي في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهو نموذج تسعى إلى تعميمه في باقي بلدان جنوب المتوسط، التي تشكل معبرًا للمهاجرين، مثل ليبيا وتونس، بيد أن النموذج المغربي يعتبر الأكثر أهمية بالنسبة إلى الأوروبيين، نظرًا إلى حجم المهاجرين غير الشرعيين الذين يتقاطرون على أوروبا من أراضيه، بسبب قربه من إسبانيا، عبر مضيق جبل طارق، وسهولة النفاذ منه بواسطة العاملين في مجال تهريب البشر، الذين يعرفون المسالك جيدًا.
ويتميز المغرب بتعدد المعابر البحرية نحو الضفة الشمالية، مقارنة بالبلدان الأخرى، فإلى جانب المضيق هناك معبر سبتة ومليلية المحتلتين، في الشمال، والشريط الساحلي في أقصى الجنوب، والذي يطل على جزر الخالدات الواقعة تحت النفوذ الإسباني.