الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
انتهى اللقاء الوطني التعبوي للأحزاب السياسية بشأن الوحدة الترابية الذي انعقد الإثنين في مدينة العيون بمجموعة من التوصيات والقرارات التي أعلن عنها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، عقب اجتماعه بمختلف زعماء الأحزاب السياسية، سواء التي تشكل الحكومة أو تلك الموجودة في المعارضة، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية.
وعبر المشاركون في هذا اللقاء عن رفض ما يدبره خصوم الوحدة الترابية للمغرب، على جميع المستويات، وخصوصًا ما أقدم عليه البوليساريو مؤخرًا من أعمال عدائية بهدف خلق واقع جديد، وذلك بالشروع في محاولة نقل بعض عناصره المدنية والعسكرية من لحمادة في الجزائر، وبتشجيع من هذه الأخيرة، إلى المناطق العازلة الشيء الذي يشكل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وتجاهلًا لإرادة المنتظم الأممي وقرارات مجلس الأمن".
وأشاد المشاركون في اللقاء بالخطوات التي يقودها الملك محمد السادس للدفاع عن حقوقنا الثابتة على مختلف الأصعدة كما تنوه بمضامين الرسالة الملكية التي وجهها للأمين العام للأمم المتحدة بشأن التطورات الأخيرة بالمنطقة"، كما حرص المشاركون في لقاء العيون على "تنبيه الأمم المتحدة إلى ضرورة عدم التساهل مع هذه التصرفات الاستفزازية والتعامل معها بما تفرضه مسؤولية صيانة الأمن والاستقرار الذي نتقاسم معها الحرص على ضمانه بمنطقتنا، ودعوة المينورسو ومن خلالها المنتظم الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة والرادعة لإجبار البوليساريو على الانسحاب من هذه المناطق، وإزالة كل مظاهر محاولاته الهادفة إلى إحداث واقع جديد بالمنطقة."
وجدد إعلان العيون التأكيد على التشبث بالحل السلمي السياسي المستدام والمتوافق عليه تحت إشراف الأمم المتحدة باعتبارها الجهة الوحيدة ذات الصلاحية للبحث عن حل يضمن صيانة حقوق بلادنا ويصون السلم في منطقتنا، واعتبار أن الخيار الوحيد لإنهاء هذا الصراع المفتعل يكمن في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي اقترحه المغرب كإطار للتفاوض والذي وصفه المنتظم الدولي بأنه جدي وذو مصداقية وما فتئت تتسع دائرة الدول الداعمة له.
ونوه الإعلان "بما أبان عنه سكان هذه الأقاليم وشيوخها وقبائلها من حب للوطن وإخلاص لأواصر البيعة للعرش العلوي المجيد ووفاء الملك محمد السادس وإسهام إيجابي وفاعل في المسار السياسي الديمقراطي والتنموي ببلادنا مما أصبحت معه هذه الأقاليم دعامة أساسية في بناء المغرب الجديد وخاصة بعطائهم في الجماعات الترابية أو البرلمان أو الغرف وهم الذين يشكلون، حسب إحصاء المينورسو، أغلبية سكان أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب والذين يعتبرون واقعيًا الممثلين الحقيقيين لإرادة المواطنين بهذه الأقاليم الذين عبروا عنها في العديد من الاستحقاقات الانتخابية المشهود بنزاهتها وطنيا ودوليا، وكذلك الدور الإيجابي الذي يضطلع به المجتمع المدني والحقوقي بهذه المناطق في التنمية الاجتماعية وفي الدفاع عن وحدتنا الترابية في الداخل والخارج.
" وأشاد إعلان العيون أيضًا بما تشهده هذه الأقاليم من نهضة تنموية متعددة الأبعاد والتي ستعرف تطورًا أكبر بفضل النموذج التنموي الخاصبها الذي أطلقه الملك، مما ستصبح معه هذه المناطق قطبا اقتصاديا يعول عليه في إحداث نقلة نوعية رائدة للتنمية المندمجة بهذا الجزء من وطننا ويمكن من التثمين الأمثل والمستدام لمواردها الطبيعية بما يضمن الرفع من مستوى استفادة الساكنة المحلية من ثمارها الشيء الذي يبعث على الثقة في المستقبل."
وشدد الإعلان في الختام على ضرورة "استثمار علاقات أحزابنا بمختلف فعالياتها مع نظرائها في الدول الشقيقة والصديقة قصد السعي إلى إنشاء جماعات ضغط لتبني ودعم توجه بلادنا والتصدي للأطروحات المناوئة".