الرباط - رشيدة لملاحي
في تطور مثير للتوتر الذي يعرفه حزب "الاتحاد الاشتراكي"، اتهم معارضو الكاتب الأول ادريس لشكر، بمنعهم من عقد اجتماع في مقر الحزب في حي "أكدال" في الرباط، من خلال تغيير مفاتيح المقر مبررًا ذلك بتعرضه للسرقة، حسب ما أكدته مصادر خاصة لـ"المغرب اليوم".
وعرف مقر حزب "الوردة" حضور عناصر أمنية عقب شكاية تعرض مقر الحزب للسرقة، في الوقت الذي احتج معارضو لشكر على منعهم من دخول مقر الحزب لعقد اجتماع للكاتبة الجهوية وتنظيم وقفة احتجاجية. وووجه الغاضبون اتهامات لزعيم الحزب ادريس لشكر، باصدرا بيان ناري يتهمه ب"انحرافه عن المواقف الثابتة والمبدئية للاتحاد بالمشاركة في حكومة هجينة لا لون لها، شقها الأول "ليبرالي متوحش" لا يخدم مصالح الشعب المغربي، وشقها الثاني "أصولي إخواني" ارتباطاته العقائدية شمولية تتجاوز الوطن".
وحسب بيان معارضي الشكر أن الكاتب الأول لحزب"الوردة استعمل" كل أساليب التصفية في حق كل من اختلف معه من المناضلين قيادة وقواعد، بالطرد والتهميش والإقصاء والدعاية المغرضة، لضمان صيرورته وحماية مصالحه الضيقة"، متهمة الحبيب المالكي بالتواطؤ معه "في هذا النكوص خدمة لمصالح فئوية ذاتية ضيقة"، على حد قول البيان.
وهاجمت قيادات الحزب ادريس لشكر بقولها إنه"ضرب عرض الحائط جميع مقررات حزبنا العتيد، مما نتج عنه تراجعًا فظيعًا في المساحة التي يشملها هذا الأخير في الخريطة السياسية بالبلاد، وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث لجأت قيادة الفشل في شخص الكاتب الأول، إلى تهميش كل الطاقات الحزبية والتنظيمات المحلية، وجلب مرشحين رحَّل لا علاقة لهم بالحزب بقصد فوز مصطنع".
واتهم البيان لشكر بـ"تصفية الكتابات الإقليمية والجهوية وإخراج التنظيم من المناضلين الفعليين، وتعيين مكانهم أتباع لا علاقة لهم بالحزب وتفتيت المنظمات الموازية للحزب، من شبيبة وقطاع نسائي وقطاعات مهنية وحزبية وقطع الصلة للحزب بمكونات الشعب المغربي".
وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، قد توّعد بحلّ الكتابات الجهوية المعارضة له، في خطوة تصعيدية لمحاصرتهم قبل انعقاد المؤتمر المقبل للحزب، وذلك في تطور مثير لخلافات الحزب، على خلفية إصدار بيان يُعارض قرارات لشكر. واتخذ زعيم حزب "الوردة" قرار حلّ الكتابة الجهوية للحزب في جهة كلميمبعد توجيه مراسلة إلى وزير الداخلية يخبره فيها بقرار، بإزاحة عضو المكتب السياسي، والكاتب الجهوي عبد الوهاب بلفقيه.
يُذكر أن المجلس الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في جهة كلميم وادنون، أصدر بيانًا ناريًا عقب لقاء عقده، لتدارس طريقة التحضير للمؤتمر الوطني العاشر للحزب، ومستجدات السياسية الوطنية والجهوية. وانتقد قياديون في الجهة، زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي ووصفوا طريقة تدبيره بـ"السلوك الذي انتهجه هذا الأخير، والذي ينم عن تدبير انفرادي في تسيير دواليب الحزب"، مؤكدين عن رفضهم "إقحام مؤسسات الدولة في القضايا الداخلية للحزب ضد القانون التنظيمي للأحزاب السياسية"