الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، أن العلاقات المغربية الإسبانية استراتيجية بالنظر للتحديات المشتركة وكذا بفضل الصداقة والثقة المتبادلة.
وأضاف العاهل الإسباني خلال افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي للدراسات حول الشرق الأوسط أن "العلاقات بين المغرب وإسبانيا هي استراتيجية لأننا جيران لهما نفس الانشغالات والاهتمامات ويواجهان نفس التحديات والتهديدات المشتركة التي يمكننا أن نحولها معا بالإرادة والتصميم إلى فرص لتعاون وثيق" .
وأشاد العاهل الإسباني بهذه المناسبة بالصداقة التي تجمع بين البلدين "والتي ترتكز على أسس متينة من الثقة المتبادلة والاحترام والتقارب الثقافي".
وأوضح الملك فيليبي السادس أن كل هذا "يترجم بشكل واضح من خلال الرعاية السامية لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط التي نتقاسمها أنا وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما يتجلى بطريقة فنية ومرئية عبر هذا المبنى الرائع الذي نجتمع فيه اليوم"، في إشارة من العاهل الإسباني إلى جناح الحسن الثاني للمؤسسة.
وتابع العاهل الإسباني قائلا: "أتذكر شخصيا كم كانت مساهمة المغرب في هذا المشروع الكبير حاسمة كما أقدر الجهود التي بذلها البلدان طوال هذه السنوات حتى يظل هذا الفضاء معلمة إشبيلية خالصة تحتفي وتعمل من أجل الحوار المتواصل والتبادل بين مختلف الثقافات التي نتقاسمها فيما بيننا وكذا مع البلدان الأخرى التي تنتمي لنفس المنطقة" .
وأكد العاهل الإسباني خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الدولي التي حضرها أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، ومحمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال وكريمة بنيعيش سفيرة المغرب بإسبانيا، أن مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط التي أنشأتها المملكة المغربية والحكومة المحلية لجهة الأندلس تشكل مثالا رائعا لما يمكن أن يحققه المغاربة والإسبان عندما يوحدون جهودهم لتعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين.
من جهته، أكد أندري أزولاي الرئيس المنتدب لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط على "الطابع الاستثنائي الذي يميز الدورة الخامسة من المؤتمر الدولي للدراسات حول الشرق الأوسط" وذلك على اعتبار "أننا مجتمعون في قلب منطقة الأندلس كما أن كلمات من قبيل الحوار والآخر والتنوع لها هنا معاني ودلالات تحيلنا على ما كتبه منذ زمن بعيد بول فاليري الذي أخبرنا أنه مهما كانت تقلبات التاريخ أو تقلبات الزمن فإن حوض البحر الأبيض المتوسط كان وسيظل إلى الأبد الفضاء المميز الذي تصنع وتبنى فيه الحضارة". وأضاف أن هذه الدورة "متوهجة بالرعاية الثلاثية المتمثلة في إسبانيا والمغرب والأندلس".