صنعاء - خالد عبدالواحد
غادر رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، مدينة عدن متوجهًا إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد معارك دامية شهدتها مدينة عدن جنوب اليمن مطلع يناير/ كانون الثاني بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة والذي يسعى إلى إقامة دولة الجنوب العربي والانشقاق عن الوحدة اليمنية، وإسقاط الحكومة، من جهة، وقوات الحماية الرئاسية التابعة إلى الحكومة للشرعية من جهة أخرى.
وغادر بن دغر، لمقابلة الرئيس اليمني المقيم في العاصمة السعودية الرياض عبدربه منصور هادي، لاطلاعه على جملة من القضايا الهامة في الجانبين الأمني والخدمي والجهود التي بذلتها الحكومة في تطبيع الأوضاع وعودة عمل المؤسسات الخدمية ، وقال بن دغر عقب مغادرته، إنّ "عدن ستظل مدينة السلام والوئام لكل اليمنيين وستعمل الحكومة على تذليل الصعوبات والعوائق التي تقف أمامها".
وأشاد بن دغر، بالدعم الكبير الذي قدّمته المملكة العربية السعودية، لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، وجهودها في دعم وإعادة تأهيل الموانئ والمطار والطرق اليمنية في مختلف المحافظات المحررة، وتشهد مدينة عدن توترات أمنية بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ، وقوات الحماية الرئاسية عقب الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى من الطرفين ، وتمكن التحالف العربي، بعد أيام من احتدام الصراع بين الطرفين من وضع حد للاشتباكات وحل الأزمة القائمة إلا أن الطرفين لازالا يستعدان لمواجهات اخرى قد تكون هي الأعنف، وتأتي زيارة بن دغر إلى الرياض تزامنا مع توسعات عسكرية وسياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات المحررة ، وقد فتح المجلس العديد من المراكز التنظيمية للانتقالي في محافظات عدن وشبوة وحضرموت والمهرة استعدادا لانقلاب جديد على الحكومة الشرعية وسط دعم إمارتي للمجلس.
وأعلن المجلس الجنوبي، عن حالة الطوارئ في مدينة عدن والبدء بإجراءات إسقاط حكومة الشرعية واستبدالها بحكومة كفاءات وطنية، وقال المجلس مطلع يناير/كانون الثاني الماضي في بيان صدر عن اجتماع دعا له رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في عدن إن هذه الخطوة "تأتي بناء على محددات وأسباب جوهرية ومشروعة، ودعا الانتقالي قواته في عموم مناطق ومدن الجنوب إلى الاستنفار التام والاستعداد لأي طارئ وتعزيز الجبهات الحدودية للدفاع عن الجنوب، وتأمين الأماكن الحيوية.
وأعلنت الحكومة الشرعية، عقب بيان المجلس، إنها ستستخدم القوة العسكرية لحفظ الأمن والتصدي إلى أي عمليات عسكرية قد تستهدف الحكومة الشرعية، في مدينة عدن ، وبعد سلسلة، من التهديدات اندلعت اشتباكات في مدينة عدن بين الطرفين، تمكن المجلس الانتقالي من السيطرة على مدينة عدن ومحاصرة الحكومة في قصر المعاشيق، ووصل وفد عسكري وأمني رفيع المستوى من المملكة السعودية، والإمارات إلى عدن للوقوف على استجابة الأطراف المعنية لقرار قيادة التحالف بوقف إطلاق النار، وعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث وشدد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، وعودة الحياة والهدوء إلى عدن، وتمكن الوفد من إعادة الوضع لما كان عليه قبل الحرب، لكن ذلك لن يدوم طويلاً .
وجاءت مغادرة بن دغر بعد أيام من مغادرة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، و عدد من قيادات المجلس إلى العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، وتفيد معلومات دبلوماسية أن الرياض استدعت بن دغر و عدد من وزراء حكومته بعد ضغوط مارستها على أبو ظبي لاستدعاء قيادات الانتقالي، وحسب المعلومات تسعى الرياض لجمع الطرفين على مائدة تفاوض للوصول إلى اتفاق بينهما، قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في مارس/آذار المقبل.
وتأتي مغادرة رئيس الحكومة بعد ضغوط إماراتية لإقالة وزيري الداخلية احمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني الذين كان لهما دورا كبيرا في كسر التمرد الذي قاده عيدروس الزبيدي مطلع الشهر الماضي، فيما اعتبر الكثير من المحللين السياسيين اليمنيين، مغادرة رئيس الحكومة اليمنية بمثابة إقالة لحكومته التي تلاقي ضغوطات كبيرة بسبب تدهور الأوضاع في المناطق المحررة بالإضافة إلى اتهامها بالفساد من قبل مسؤولين نافذين.