بيت لحم – منيب سعادة
بدأ المسيحيون، في فلسطين، صباح اليوم الأحد، الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، مع تدفق عشرات الفلسطينيين والسياح إلى ساحة المهد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. ووصل إلى مدينة بيت لحم، موكب المدبر الرسولي المطران بيير باتستا بيتسابالا، إيذانا ببدء احتفالات عيد الميلاد المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي.
وشارك رئيس بلدية بيت لحم المحامي أنطون سلمان وأعضاء المجلس البلدي، اليوم الأحد، في إستقبال غبطة المدبر الرسولي الأب بيير باتيستا بيتزابالا، بمشاركة محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ومستشار الرئيس م. زياد البندك، ووزيرة السياحة والاثار رولا معايعة، وقائد منطقة بيت لحم العميد الركن سعيد النجار، وقائد شرطة محافظة بيت لحم العقيد حقوقي علاء الشلبي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الإعتبارية، ووجهاء المدينة وعشرات الألاف من الحاضرين من فلسطين وخارجها.
وسار الموكب عبر البوابة التي تقيمها قوات الاحتلال في جدار الضم والتوسع شمال مدينة بيت لحم، ترافقه مجموعات من الشرطة الفلسطينية باتجاه ساحة المهد. وتقتصر الاحتفالات باعياد الميلاد المجيدة هذا العام على الشعائر الدينية، بسبب الأجواء التي تعيشها فلسطين في ظل المواجهات مع الاحتلال على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل.
وانطلق موكب غبطته من بطريركية اللاتين في القدس، وقبل وصوله إلى ساحة المهد تقدم الموكب الفرق الكشفية التي بلغ عددها 22 مجموعة من محافظات فلسطينية مختلفة ضمت ما يزيد عن 3000 فردا كشفيا. وكانت ساحة المهد قد عجت بالحضور القادم من جميع مناطق فلسطين والخارج، اذ تواجدت العديد من الجنسيات للإحتفال بأعياد الميلاد المجيدة حسب التقويم الغربي.
وقال محافظ محافظة بيت لحم اللواء جبرين البكري "لفلسطين اليوم " أن رسالة الكنائس الفلسطينية والشعب واحدة "ضد القرار الأمريكي وضد الاجراءات التعسفية للاحتلال الإسرائيلي ، وان الشعب الفلسطيني يحيي هذه الاحتفالات بكل فخر واعتزاز ليرسل رسالة للعالم بأنه مصر على استرداد كامل حقوقه حتى اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد رئيس بلدية بيت لحم المحامي انطون سلمان "لفلسطين اليوم" على أهمية هذا اليوم واحياء المناسبات الدينية والذي تتوجه فيه أنظار العالم نحو بيت لحم، مشيرا إلى التنظيم الكبير الذي بذلته بلدية بيت لحم مع شركائها، للوصول إلى يوم يليق بمستوى المدينة الدينية، كما إستذكر سلمان شعار الميلاد للعام 2017 -2018 وهو (الميلاد رسالة أمل)، مؤكدا على اصرار الشعب الفلسطيني على الإحتفال بالأعياد الميلادية المجيدة رغم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وخطاب ترامب الذي أجج الأوضاع في فلسطين.
وشكر دول العالم المناصر للشعب الفلسطيني وحقوقه ورفضها ما جاء على لسان ترامب وادارته، وقال نامل أن يكون الوضع أفضل للوصول لأهدافنا الوطنية المشروعة وان تكون القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، و ان الشعب الفلسطيني موحد والمسيحيين جزء من هذا الشعب.
ووجه رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني موحد مسيحيين ومسلمين، ويواصل النضال من أجل الحرية واسترداد حقوقه الوطنية المشروعة. وأكد أن إقامة الصوات والترانيم مساء اليوم ستكون في مركز السلام بدلا عن ساحة المهد نظرا للأحوال الجوية الماطرة والباردة. وستنظم بلدية بيت لحم أمسية ميلادية ستبدأ عند تمام الساعة السادسة والنصف مساءً في مركز السلام ستضم العديد من الجوقات والمرنمين المحلييين والعالميين.
وسيترأس غبطة المدبر الرسولي قداساً عند منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية بحضور الرئيس محمود عباس وبابون وعدد من الشخصيات الإعتبارية والحاضرين من داخل وخارج فلسطين ورجال الدين المسيحيين.
وأكدت وزيرة السياحة والاثار السيدة رُولا معايعة، على أنه وبالرغم من تداعيات قرار الرئيس الأميركي ترامب الأخير الغير شرعي بخصوص القدس على الواقع الفلسطيني العام الذي يستنكر ويرفض هذا الاعتراف وتأثيره على استقرار المنطقة وفلسطين الا أن السياحة ما زالت تتوافد على فلسطين بأعداد كبيرة وخاصة الى القدس وبيت لحم وما زالت الفنادق والشوارع الفلسطينية تعج بالسياح من كل الجنسيات، اضافة الى السياحة التقليدية. مؤكدة على ان فلسطين احتضنت خلال العام الحالي أكثر من 2,715,804 بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 1,174,911 ليلة مبيت لنفس الفترة حيث تربعت الوفود الروسية على عرش الوفود الأكثر زيارة الى فلسطين خلال العام، بالمقابل وتربعت الوفود البولندية على عرش الوفود الأكثر مبيت في فلسطين خلال هذا العام.
فيما سجلت الاحصائيات لدى الوزارة بأن العام 2016 قد شهد 2,357,477 سائح زار فلسطين بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 906,373 ليلة مبيت لنفس الفترة، بينما شهد العام 2015 زيارة حوالي 2,229,742 سائح، مسجلين 866,675 ليلة مبيت في الفنادق الفلسطينية
وقالت معايعة "يزور فلسطين الآن اعداد من السياحة التضامنية التي تأتي لتقديم الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ولتقول للعالم بأن القدس كما هي باقي المدن هي فلسطينية عربية مسلمة ومسيحية، وسيصر الفلسطينيون هذا العام وكما هي العادة في كل عام على الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة التي تخلد ذكرى ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام. وبدأت الأعياد بإنارة شجرة الميلاد في بيت لحم وفي العديد من القرى والمدن الفلسطينية وسوف تستكمل الأعياد باستقبال غبطة البطريرك وصلوات الأعياد والمهرجانات الشعبية والرسمية المتعددة.
وهنأت حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله اهلنا الطوائف المسيحية وعموم أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في الوطن والشتات بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود ان الحكومة وعلى رأسها الدكتور رامي الحمد الله تجدد الدعوة الى العمل الجاد وبذل كل جهد ممكن في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية ورص الصفوف واعلاء التسامح والمحبة فوق كل شيء كماهي عادة وصفة أبناء شعبنا البطل، من اجل مواجهة التحديات المفروضة والتي تهدد قضيتنا الوطنية.
وشدد المتحدث الرسمي على تمسك شعبنا البطل وقيادتنا الوطنية بتجسيد حلم الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو. وبيت لحم، مدينة فلسطينية، تقع في الضفة الغربية في فلسطين، على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس. يبلغ عدد سكانها 30,000 نسمة. وتعتبر مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين. للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مكان ميلاد السيد يسوع المسيح. تضم بيت لحم العديد من الكنائس، وأهمها كنيسة المهد المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو.