الرباط - رشيدة لملاحي
شكلت رهانات عودة المغرب لـ الاتحاد الأفريقي محور لقاء انعقد في جنيف على هامش الدورة الـ 34 لمجلس حقوق الإنسان، بحضور عدد من الخبراء الأفارقة، والذين ركزوا على الحضور القوي والمتعدد الأبعاد للمغرب في القارة الأفريقية، والذي سيتعزز في السنوات المقبلة بفضل تمتين الشراكة الإستراتيجية المغربية الأفريقية.
من جانبه اعتبر الباحث في المجلس الأفريقي والملغاشي للتعليم العالي (كاميس)، لوسيان مانكو، أن عودة المملكة للاتحاد الأفريقي ستمكن من تجاوز الإطار الثنائي في أفق العلاقات الاقتصادية الدولية مع مجموع البلدان الأفريقية في إطار اتفاقيات متعددة الأطراف، مشيرًا إلى أن عودة المغرب ستغير المعطى الاقتصادي، فضلًا عن مساهمتها في النهوض بالمبادلات مع أفريقيا جنوب الصحراء وفي نمو التجارة بين البلدان الأفريقية.
وحسب الخبير الغابوني، فإن هذه المبادرة من شأنها تدارك التأخر الذي عرفته المفاوضات الهادفة إلى إحداث مناطق للتبادل الحر بين الدول أعضاء هذه المنظمة القارية، حيث أضاف تعزيز التعاون الاقتصادي مع البلدان الأفريقية يستجيب للأهداف الأساسية لبرنامج التنمية المستدامة للأمم المتحدة (أجندة 2030)، متابعًا أن هذا البرنامج ينص على تعبئة الموارد المالية الخاصة من أجل إنجاز أهداف التنمية المستدامة، وأن المملكة قامت بإنجاز عدد من الاستثمارات المهمة على المدى البعيد في أفريقيا في قطاعات إستراتيجية.
وعلى الجانب الآخر، أثار الباحث قضية المهاجرين الأفارقة مشيرًا إلى تسوية المغرب لحد الآن وضعية أكثر من 30 ألف مهاجر، داعيًا بعض البلدان خاصة تلك التي تقوم بطرد المهاجرين، إلى الاستفادة من تجربة المغرب في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، أكد الباحث في الشؤون السياسية والقانونية في جامعة داكار، آوا ديالو، أن عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي ستكون لها آثار سياسية وأمنية وقانونية مهمة، معتبرًا أن"عودة المغرب للاتحاد الأفريقي يجب أن تعطي إشارات قوية لأفريقيا موحدة وقوية، مبرزا الدور الذي تضطلع به الرباط من أجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والجهوية الموسعة، ودولة القانون والحكامة الجيدة في القارة.
وقال إن "نهوض المغرب بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية يشكل نموذجًا لباقي بلدان الاتحاد الأفريقي، وأن هذه العودة من شأنها إعطاء دفعة جديدة لإشعاع القارة على المستوى الدولي، علمًا أن الحملة الدبلوماسية التي قام بها المغرب في السنوات الأخيرة في أفريقيا جنوب الصحراء تبرز خبرته في هذا المجال، ولافتًا إلى أن "الإرادة التي عبر عنها المغرب أخيرًاً بالانضمام للمجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية، والتي يحظى فيها حاليا بصفة ملاحظ، إشارة قوية أخرى قد تدشن لمرحلة مشرقة بالنسبة للقارة"، بحسب قوله.