الرباط – هناء امهني
شارك المغرب كضيف شرف في معرض الصين الدولي لصناعة البيانات الكبيرة لعام 2019، والذي افتتح أعماله، يوم الأحد، في مدينة قوييانغ بمقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين، بحضور مسؤولي وممثلي العديد من البلدان، والمنظمات الدولية، والمؤسسات والجامعات، والشركات المعنية بالذكاء الاصطناعي.
ويمثّل المغرب في هذا المعرض الدولي، الذي يُنظّم من 26 إلى 29 مايو / أيار الجاري، خليفة رئيس مجلس المستشارين السيد عبد الحميد الصويري، والمدير العام لوكالة التنمية الرقمية سيدي محمد إدريسي ملياني.
وأعرب السيد الصويري، في مداخلة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، عن شكره وتقديره الكبير لاختيار المغرب ضيف شرف هذه التظاهرة الدولية الكبرى، مذكرا بأن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية سنة 2016 أتاحت للعلاقات بين البلدين الانتقال إلى السرعة القصوى في إطار شراكة استراتيجية شاملة.
وقال إن هذه الزيارة الملكية توجت بشراكة استراتيجية فتحت آفاقا مستقبلية جديدة للعلاقات السياسية بين بكين والرباط،ومكنت من تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات ذات إمكانات قوية من حيث خلق فرص الشغل والقيمة المضافة، وأضاف أن توقيع المملكة،في نهاية 2017، على مذكرة تفاهم للانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين شكل تحولا جديدا، سواء بالنسبة للعلاقات الثنائية أو العلاقات الثلاثية الصين - المغرب- إفريقيا، والصين - المغرب - أوروبا، مشيرا إلى أن المغرب أبان، في الواقع، عن إرادته للمشاركة بنشاط في تنفيذ هذا المشروع العالمي ووضع العديد من إمكاناته للمساهمة في ذلك.
وأكد أن استقرار المملكة المغربية والنموذج التنموي المتفرد بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يرتكز على النهوض بالمشاريع الكبرى،تعتبر دعامات مهمة تعزز موقع المغرب كمركز لتطوير هذا النموذج من التعاون، مشيرا إلى أنه على الصعيد الاقتصادي، تعتبر الصين المملكة كبوابة نحو إفريقيا وبلدان الجنوب القريبة من أوروبا. وشدد السيد الصويري على ضرورة أن تشهد الشراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والصين مزيدا من التوسع والتنويع، استنادا إلى مبادئ التنمية المشتركة والفوائد المتبادلة، داعيا الفاعلين السياسين والاقتصاديين المغاربة والصينيين إلى استكشاف حقول جديدة، وإحراز مزيد من التقدم على كافة المستويات لإرساء علاقات دائمة ومتينة، من أجل صالح المنطقتين والمجتمعين.
وذكر بأن الصين تشكل أيضا سوقا كبرى لاستكشاف وتصدير المنتجات المغربية ذات القيمة المضافة العالية التي سوف تمكن المغرب من أن يكون له موقع متميز في السوق الصينية، مشيرا إلى أن المغرب بصدد بلورة نموذج تنموي جديد وأن الصين التي تعتبر قوة اقتصادية وتكنولوجية على المستوى العالمي، يمكن أن تمثل تجربة غنية في هذا المجال.
من جهة أخرى، ذكر السيد الصويري أن السوق العالمي للبيانات الكبيرة يقدر اليوم بـ 42 مليار دولار، مبرزا أنه في الوقت الحالي تهيمن الصين الى حد كبير على هذه الصناعة،التي تعرف ازدهارا،والتي تجمع وحدها 60 في المائة من خبراء البيانات الكبيرة عالميا، مقابل ما يقرب 23 في المائة للولايات المتحدة.
واعتبر أن البيانات الكبيرة أحدثت ثورة في مجال المقاولات، وأن الوعي العام بأهميتها أحدث تغييرا في القواعد من حيث التنافسية. وأبرز أن المغرب يقوم بالعديد من الإجراءات لمواكبة التغيرات التكنولوجية، بحيث أبرمت الحكومة، قبل ثلاث سنوات، شراكات بين جامعات مغربية وشركات متعددة الجنسيات، لتكوين الخبراء المغاربة في المجال، مشيرا إلى أن المندوبية السامية للتخطيط ستقدم في سنة 2020 خلاصات دراسة حول البيانات الكبيرة، بهدف ملاءمة المنظومة الإحصائية الوطنية مع التغييرات التكنولوجية في مجال الإنتاج وتحليل المعلومة الإحصائية.
وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بعث برسالة إلى المشاركين في هذا المعرض الدولي، ذكر فيها أن الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات، المتمثلة في الإنترنت، والبيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي، يزدهر في الوقت الحالي وله تأثيرات كبيرة وعميقة على التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي وحياة الشعوب في مختلف البلدان.
وأضاف أن الصين تعلق أهمية كبيرة على تطوير صناعة البيانات الكبيرة وترغب في مشاركة الفرص لتطوير الاقتصاد الرقمي مع الدول الاخرى، واستكشاف،بشكل مشترك، محركات التنمية الجديدة، ومسارات التنمية من خلال استكشاف التكنولوجيات الجديدة، وأشكال الاعمال والنماذج الجديدة.