الرباط - سناء بنصالح
دعا رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، الدول المانحة وكبار الفاعلين في مؤتمر الأطراف كوب 22 المنعقد حاليا في مراكش، إلى تكثيف الجهود الرامية إلى الرفع من مستوى الدعم الموجه للتكيف، خاصة لدى الدول الأقل نموًا، وذلك في اللقاء الذي نظم بمبادرة من البرلمان المغربي، لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود من أجل بلورة مبادرة للترافع بشأن تمكين البلدان الإفريقية السائرة في طريق النمو من تدعيم قدراتها للتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، والتكيف مع مشروع الانتقال الطاقي بما يوفر لها التمويلات الملائمة، وكذا التحول التكنولوجي.
وطالب بن شماش خلال اللقاء التنسيقي للبرلمانات الإفريقية حول التغيرات المناخية، حكومات البلدان النامية إلى تيسير سبل الاستفادة من التمويلات لمن هم في أمس الحاجة إليها،وتسريع وتيرة العمل بغية تحديد معايير مشتركة، وتتبع التمويلات من أجل المناخ، مشددا على ضرورة إنصاف القارة الافريقية عبر، ليس فقط نقل التقنيات والمعارف والخبرات، بل حيازة التكنولوجيا الملائمة وتأهيل وتعزيز القدرات من أجل التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من وطأتها.
وأبرز بن شماس أيضا أن بعض التقارير الصادرة في مجال التمويل تشير إلى أنه من أصل 41 مليار دولار التي أعلنت البلدان الغنية عن أدائها سنويا. وشدد على أن ما خصص بالتحديد للعمل من أجل المناخ، يتراوح فقط ما بين 11 و 21 مليار دولار، فيما خصص ما بين 4 و 8 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وهو ما يعد أدنى بكثير من المستوى المطلوب. واعتبر رئيس مجلس المستشارين أنه من غير المقبول أن تتحول قارة بأكملها إلى ضحية أفعال وممارسات وسياسات ليست مسؤولة عنها مؤكدا انه لامناص أمام هذا الوضع المقلق "من استكمال بناء وعينا المشترك بهذه التحولات وتحويل هذا الوعي إلى أفعال".
وفي السياق ذاته أوضح رئيس مجلس المستشارين أن هذا اللقاء التنسيقي يهدف إلى تقاسم وتوحيد الرؤى بين البرلمانات الافريقية حول موضوع التغيرات المناخية وآثارها على القارة السمراء، مؤكدا على الترابط القائم بين أهداف التنمية المستدامة والتغيرات المناخية،" حيث يمكن القول أننا أمام خارطتي طريق يكمل بعضها البعض: خطة التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس بشأن تغير المناخ الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الرابع من الشهر الجاري"، كما حث البرلمانات الإفريقية على التفكير في صياغة إجابات تستحضر هذا التقاطع والاضطلاع بمهمتها النبيلة عبر اعتماد دبلوماسية مناخية قوامها الندية والفاعلية التي تتغيى تحقيق الإنصاف البيئي والتنموي.
وتقدَّم بن شماس بمقترحات تهم أساسا العمل من قبل الأطراف المعنية في البلدان الافريقية على ادماج الانشغالات المرتبطة بالتغيرات المناخية في السياسات والاستراتيجيات والبرامج والممارسات في مجال التنمية، عبر إيلاء اهتمام خاص للقطاعات ذات الأولوية والهشة أمام هذه التغيرات، وحث الحكومات الافريقية على الانخراط وتملك البرنامج العملي الصادر عن الاتحاد البرلماني الدولي في هذا الشأن و الحرص على عقد لقاءات إفريقية دورية لتتبع برامج مكافحة التغيرات المناخية وحشد الدعم المالي والمعرفي والقدراتي لاستشراف الحد من العوامل المسببة للتغيرات المناخية. وزيادة مستوى الوعي لدى صانعي القرارات والفاعلين بالمجتمع المدني والمواطنين بوجه عام إزاء درجة التدهور البيئي وآثاره وتداعياتها.
هذا وتعرف مراكش اليوم الأحد تنظيم اجتماع برلماني دولي بمشاركة وفود الدول 167 الأعضاء في الإتحاد البرلماني الدولي، وممثلي المنظمات البرلمانية الإقليمية والجهوية والدولية، وكذا ممثلي المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وستتم خلال هذا الاجتماع البرلماني المصادقة على وثيقة ختامية تكلف البرلمان المغربي بإعدادها، وتهم بالأساس التأكيد على أهمية إشراك البرلمانيين كفاعل رسمي في المفاوضات المرتبطة بتفعيل "اتفاق باريس"، بالإضافة إلى مقترح مغربي يرمي إلى مأسسة الاجتماعات البرلمانية بمناسبة مؤتمرات "كوب"، وتحويلها إلى ندوة برلمانية حول التغيرات المناخية.