موسكو ـ حسن عمارة
مع دخول العملية العسكرية الروسية شهرها الثاني، يستمر مسلسل الاتهامات المتبادلة بين كييف وموسكو حول زرع ألغام بحرية في البحر الأسود.فقد نفت وزارة الدفاع الروسية تصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حول تلغيم روسيا للبحر الأسود، متهمة البحرية الأوكرانية بوضع 420 لغما.وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت قبل أيام تمكن فريق من الغواصين من تفكيك لغمين بحريين في مضيق البوسفور والبحر الأسود بالقرب من الحدود مع بلغاريا. واتهمت وكالة المخابرات الروسية أوكرانيا الأسبوع الماضي بزرع ألغام لحماية الموانئ، وقالت إن عدة مئات من المتفجرات انفصلت عن الكابلات وانجرفت بعيدا. ونفت كييف هذا الادعاء ووصفته بأنه معلومات مضللة.
ويعد البحر الأسود طريق شحن رئيسيا للحبوب والنفط والمنتجات النفطية. ويرتبط ببحر مرمرة والبحر المتوسط عبر مضيق البوسفور، الذي يمر عبر مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية ويقطنها حوالي 16 مليون نسمة.يذكر أن روسيا بدأت عملية عسكرية في 24 فبراير الماضي، بعد أيام من اعتراف الكرملين باستقلال جمهوريتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، ما أدى إلى فرض عقوبات دولية على موسكو.
وعلى الرغم من كافة الدعوات الدولية إلى وقف النار بين روسيا وأوكرانيا، مع دخول المعركة العسكرية يومها الـ 36، أعلنت إيطاليا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغها أو وقف إطلاق النار مستبعد في الوقت الحالي.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي خلال مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، أنه حين سأل بوتين عن تلك النقطة خلال مكالمة جرت بينهما الأربعاء، أكد الأخير أن الظروف حاليا غير مناسبة لوقف النار.
على صعيد آخر، أشار دراجي إلى أن الرئيس الروسي أخبره أيضا أن العقود المبرمة بين موسكو والدول الأوروبية لا تزال سارية المفعول، ملمحا إلى إمكانية استمرار الشركات الأوروبية في الدفع باليورو والدولار. وقال "ما فهمته، ولكن قد أكون مخطئًا، هو أن تحويل الدفعات أو المبالغ أمر داخلي يخص روسيا الاتحادية".
وكانت تلك النقطة شكلت أزمة جديدة في العلاقة بين موسكو والغرب، بعد أن فرض الكرملين على الغرب والشركات الأجنبية المتعاقدة مع بلاده الدفع بالروبل.في حين انتقدت الدول الأوروبية هذا القرار مؤكدة أنه يتعارض مع البنود القانوينة المنصوص عليها في كافة العقود التجارية مع الروس.
يشار إلى أن العملية العسكرية التي أطلقها الكرملين على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي لا تزال مستمرة، على الرغم من المفاوضات التي جرت ولا تزال بغية وقف القتال، والتوصل إلى حل دائم يرسي السلام بين الطرفين. فيما يتوقع أن تستأنف جولة جديد من التفاوض غداً عبر الإنترنت.
وكانت آخر تلك المحادثات عقدت في إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي وركزت على وقف شامل لإطلاق النار، فضلا عن الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف لحمايتها من أي هجوم روسي في المستقبل، إلى جانب موضوع الحياد والانضمام إلى الناتو.
ففي حين تتمسك موسكو بـ"حياد" الجارة الغربية، ونزع سلاحها النووي أو الذي يشكل تهديدا لها، فضلا عن عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، تواصل كييف المطالبة بسيادتها على أراضيها، وبضمانات أمنية تحول دون وقوع نزاع أو هجوم روسي في المستقبل.
قد يهمك ايضًا:
بوتين يؤكد أن الدولار أصبح عملة غير مضمونة وروسيا ستواصل التزاماتها بعقود الغاز والنفط