الرباط - المغرب اليوم
بعد ست سنوات من تشكيل فيدرالية اليسار الديمقراطي سنة 2014، وبدء النقاش حول توحيد اليسار قبل قُرابة 15 سنة، لم تُفلح الأحزاب المُكوِّنة لهذا التحالف من تحقيق تقدم ملموس في مشروع الاندماج في حزب واحد قُبيل الانتخابات التشريعية لسنة 2021، كما مقرراً في السابق.وتضمّ الفيدرالية، التي شاركت في انتخابات 2016 وظفرت بمقعديْن برلمانيين فقط، كلاً من الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي.
وخلال الأسبوع الجاري، أعلنت الهيئة التقريرية، التي تضم قيادات الأحزاب الثلاثة، أنها قرّرت الاندماج بعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في أجل أقصاه ستة أشهر، حيث سيكون على الأحزاب المذكورة حل نفسها في مؤتمرات استثنائية، قبل عقد المؤتمر الذي سيتم فيه اندماجها وإعلان قيام حزب جديد.وقال قيادي في الحزب الاشتراكي الموحد إن الإعلان عن اندماج الأحزاب الثلاثة بعد الانتخابات التشريعية المقبلة ليست إنجازاً، مشيراً إلى أن هذا الإعلان كان بمثابة حد أدنى تم التوصل إليه بعد صراعات بين قيادات الهيئات السياسية الثلاث.
وذكر القيادي، الذي فضّل عدم اسمه، في تصريح صحافي، أن “الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد كانت سبباً في تعطيل مشروع اندماج الأحزاب السياسية الثلاثة، بسبب رغبتها غير المعلنة في قيادة الحزب المرتقب إحداثه”.وإذا كان الخطاب الرسمي للفيدرالية يُلقى بمسؤولية تأخير اندماجها بتوقف الاجتماعات بين قيادتها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، فإن تصريحات عدد من قيادات الصف الأول تؤكد أن التأخير يتجاوز ذلك المبرر إلى خلافات لها علاقة برغبة طرف في حسم منصب زعيم الحزب المرتقب.
ويعيب المتحدث على الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد “تبنيها لخطاب المؤامرة والمظلومية وانتقاد الآخر والبُعد عن اليسار وأفكاره، إضافة إلى إطلاقها لتصريحات غير محسوبة ما بين الفينة والأخرى كانت لها نتائج سلبية على صورة الحزب والفيدرالية. كما أنها راكمت خلافات وصدامات كبيرة مع عدد من القياديين في المكتب السياسي والبرلماني عُمر بلافريج”.
ولا يُخفي عدد من القياديين في الأحزاب الثلاث امتعاضهم من تأخر مشروع الاندماج، حيث قالوا إن الفيدرالية دخلت انتخابات 2016 وراكمت نجاحاً كبيراً ولقيت استحساناً لدى الناخبين؛ وهو ما كان يجب تثمينه واستثماره، من خلال إنضاج شروط الاندماج ودخول انتخابات 2021 بحزب واحد
وأضاف القيادي في حزب الـPSU في حديثه قائلاً: “انتخابات 2021 ستكون ذات طبيعة خاصة؛ فهناك نسبة مهمة من الناخبين لن تصوّت على حزب العدالة والتنمية ولا الأحزاب الأخرى، ولن تجد بديلاً لذلك، وهو البديل الذي كان على الفيدرالية أن تمثله بشكل جيد عبر استثمار الفراغ الذي يطبع العرض السياسي المغربي”.وفي الوقت الذي يؤكد فيه عدد من أعضاء الفيدرالية أن “حلم” الاندماج يبقى بعيداً المنال وقريباً من الفشل في ظل وجود طموحات شخصية وصراعات داخل التحاف، يُشدد آخرون على أن قرار الاندماج هو أمر حاسم ومُهم وسيتحقق ولو كان ذلك متأخراً.
قد يهمك أيضَا :
أحزاب "فيدرالية اليسار الديمقراطي" تحسمُ الاندماج نهاية العام الجاري
فيدرالية اليسار الديمقراطي المغربية تُعلن رفضها مقتضيات قانون المالية التعديلي