الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
يواصل موضوع المعاش الاستثنائي، الذي منحه الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إثارة الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي، كما يعيد إلى الواجهة موضوع المعاشات التي يحصل عليها بعض الوزراء والسياسيين والفنانين والرياضيين والشخصيات العمومية.
أقرأ أيضا : "بنكيران" يتقاضى معاشًا شهريًا "استثنائيًا" بقيمة 6 ملايين سنتيم
ويرى البعض أن هذه المعاشات الاستثنائية يجب أن تعطى فقط لمن يستحقها، بخاصة في حالة تدهور الحالة الاجتماعية لمسؤول سابق أو شخصية أعطت الكثير للمغرب، وليس لمن ليسوا في حاجة ماسة إليها، بينما يعتقد البعض الآخر أن هذه المعاشات هي بمثابة تحصين وحماية هذه الشخصيات وصون كرامتها، فيما ترى فئة واسعة أن الأمر يتعلق ببساطة بشكل واضح من أشكال "الريع".
وقال عبد الإله بنكيران، الذي ظل خلال فترة رئاسته للحكومة يكرر محاربته لكل أشكال الريع، إن وضعه المادي تدهور بعد خروجه من الحكومة، بخاصة بعد إلغاء التقاعد، قبل أن يبادر الملك محمد السادس إلى منحه معاشًا استثنائيًا تقول مصادر إنه يتراوح ما بين 6 و7 ملايين سنتيم، علمًا أنه يحصل على معاش شهري من حزب" العدالة والتنمية" تصل قيمته إلى عشرة آلاف درهم.
وأعاد معاش بنكيران ملف الهبات الملكية لرؤساء الحكومة وبعض الوزراء السابقين، فرئيس الوزراء السابق، الاشتراكي عبد الرحمان اليوسفي ثم الاستقلالي عباس الفاسي، وأحمد عصمان، بينما سبق وأن حصل رئيس المجلس الأعلى للحسابات إدريس جطو على قطعة أرض في مراكش، منحًا من الملك بعد انتهاء ولايته كرئيس للحكومة بين عامي 2002 و2007.
ويعتبر المعاش الاستثنائي ثاني منحة ملكية يحصل عليها بنكيران منذ إعفائه من منصبه، إذ سبق وأن أهدى له الملك سيارة من طراز "ميرسديس" يستخدمها في تحركاته، كما لازال بيته في حي الليمون وسط الرباط .
وأكد مصدر لـ "المغرب اليوم" أن المعاشات الاستثنائية تختلف تمامًا عن معاشات نهاية الخدمة لدى الوزراء، فالمعاش الاستثنائي,يمنحه ملك البلاد لمن يشاء من السياسيين أو الشخصيات الثقافية أو الرياضية أو الفنية أو غيرها، بناء على رغبته أو تقديره لوضع اجتماعي معين، فيما تمنح المعاشات الأخرى بعد المصادقة عليها في قانون المالية أمام البرلمان.
وكان من بين أبرز الشخصيات التي حصلت على معاشات استثنائية مدى الحياة،" أرملة وزير الدولة السابق عبد الله باها، والزعيم السياسي المحجوبي أحرضان والأمين العام الأسبق للحكومة عبد الصادق ربيع، ووزير الخارجية السابق محمد بنعيسى، وأعضاء الفرقة الغنائية "ناس الغيوان" ومجموعة من الرياضيين الدين اعتزلوا الميدان، وشخصيات أخرى عسكرية وسياسية وأمنية.
واتهم النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبد الإله بنكيران بالاستفادة من "الريع السياسي" وبتبني "خطاب مزدوج"، بخاصة أنه ظل يرفض وينتقد الريع عندما كان رئيسًا للحكومة، قبل أن يوافق على نيل معاش استثنائي تفوق قيمته 6 ملايين سنتيم.
وكان رئيس الحكومة المثير للجدل قد دافع عن المعاش الاستثنائي الذي يستفيد منه، وقال إن الملك خصص له معاشًا استثنائيًا بعد أن بلغ إلى علمه أن "العجلة توقفت لديه"، في إشارة إلى تدهور وضعه المالي بعد خروجه من رئاسة الحكومة.
وبخصوص السيارة التي يتحرك بها بعد أن غادر منصب رئيس الحكومة، قال بنكيران إنها ليست في ملكية الدولة، بل أهداها له الملك محمد السادس، وتسلمها مباشرة بعد أن سلم السيارة التي كانت مخصصة له حين كان رئيسا للحكومة.
وقد يهمك أيضاً :
عبد الإله بنكيران يكشف عن موقفه من متابعة معتقلي حراك الريف
عبد الإله بنكيران يُنظم مؤتمرًا صحافيًا للرد على الانتقادات الموجهة إليه