الرباط - المغرب اليوم
تُواصل مدينة تيزنيت الحفاظ على رقم "الصفر" خلال الفترة الثالثة من الطوارئ، دون تسجيل أي إصابة منذ دخول إجراءات الحجر الصحي حيز التنفيذ، بعد أن استكان قاطنوها لقرارات السلطات بتفادي الخروج سوى للضرورة القصوى.وتشهد أحياء المدينة القديمة، وكذا التجزئات السكنية الجديدة، انضباطا تاما لحالة الحجر الصحي، وهو ما عززته السلطات المحلية بتشديد مراقبة مداخل المدينة، مخافة انتقال العدوى من الحواضر المجاورة، التي تسجل أرقاما متفاوتة.ومنذ بداية تفشي الجائحة بالمغرب، ظهرت بعض عوارض الإصابة على سياح استقروا بالمدينة، لكن الفحوصات الطبية كشفت سلبيتها، ليتقرر بعد ذلك وضع آليات مراقبة على مستوى مداخل المدينة عبر أكادير وكلميم وتافراوت وأكلو.
التزام السكان
نوح أعراب، مستشار جماعي بمجلس المدينة، سجل أن المدينة تشهد انضباطا كبيرا، حيث لا وجود لتحركات المواطنين سوى في بعض الأسواق المعروفة، وهو أمر عاد بالنظر إلى حاجتهم للتبضع واقتناء اللوازم الضرورية.ويضيف أعراب أن نسبة الالتزام مرتفعة مقارنة بمدن أخرى، وذلك وفق ما عاينه أثناء زيارته بعض الحواضر، قبل قرار إغلاق التنقل بين المدن، مشيرا إلى أن السكان من تلقاء أنفسهم منضبطون، دون الحاجة إلى تدخل صارم من السلطات.ويوضح الفاعل السياسي أن السكان هم من أنجحوا الحجر الصحي، خصوصا بعد إغلاق المقاهي والمحلات التجارية، وهو ما جعل خيارات الخروج منعدمة، مستدركا بأنه رغم كل هذا فالتجار يطالبون بضرورة منحهم فرصة فتح المحلات في ظل عدم وجود حالات إصابة.ويشير أعراب إلى أن التجار يشتكون بحدة من استمرار وضع الكساد للشهر الثالث على التوالي، مشددين على أن فترة الأعياد دائما ما تشكل طفرة في مداخيلهم، لذلك يقترحون طرح إمكانية فتح المحال، مع الالتزام التام بالتدابير الصحية الوقائية.
خصوصيات المدينة
عبد الله بوشطارت، فاعل مدني بجهة سوس ماسة، يقول إن الأمر يفسر بالعديد من العوامل المساعدة، أهمها دور السلطات المحلية والإقليمية بمختلف أجهزتها، ثم طبيعة المدينة وخصوصيتها الثقافية والاجتماعية، بحكم أن ساكنتها تمتاز بالتنظيم والهدوء والانضباط.ويشرح بوشطارت أن المقصود هنا بالانضباط هو احترام الفضاء العام، وهي خصوصية محلية نجدها في المدن الصغيرة مثل تافراوت وإفني وطاطا وغيرها، وكلها مدن مازالت تحتفظ باللمسات الثقافية الأمازيغية.ويؤكد الباحث في تاريخ المنطقة أن تيزنيت تعتبر من بين المدن الأكثر نظافة في المغرب، والأقل إجراما واكتظاظا، وزاد: "المدينة معتادة على نمط من السلوك الجماعي الذي يحترم العلاقات البينية بين الساكنة والجيران".ويردف بوشطارت بأن "هذا الأمر تضبطه نظيمة اجتماعية وثقافية ذات خصوصية محلية، سواء داخل المدينة القديمة بتزنيت، أو خارجها في التجزئات السكنية، دون إغفال عدم توفر المدينة على أحياء صناعية أو أحياء الصفيح".
قد يهمك ايضا