الدار البيضاء : جميلة عمر
نجح مجلس حكيم بنشماس في إقناع برلمان أميركيا الوسطى، الذي يضم هوندوراس ونيكاراغوا وغواتيملا وسلفادور وجمهورية الدومينيكان وبنما، للمواقفه على الأطروحة المغربية القائمة على الحكم الذاتي كحل واقعي وعادل وموضوعي لقضية الصحراء المغربية، بعد غياب طويل عن هذه المنطقة التي كانت تعتبر في السابق معقل خصوم الوحدة الترابية للمملكة،
وتأتي هذه التطورات الجديدة في إطار زيارة عمل يقوم بها المكتب التنفيذي لبرلمان أميركيا الوسطى للمغرب من 10 إلى 16 تموز/يوليو الجاري، حيث عقد اجتماع لمكتبه التنفيذي في مدينة العيون، علمًا أن مجلس المستشارين سبق أن عقد، بداية الأسبوع، اجتماعًا مشتركًا مع المكتب التنفيذي لبرلمان أميركيا الوسطى برئاسة رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، ورئيس برلمان أميركيا الوسطى خوسي أنطونيو ألبارادو، أيضًا في العيون.
وأكد مجلس المستشارين والمكتب التنفيذي لبرلمان أميركيا الوسطى في البيان المشترك الختامي بينهما في مدينة العيون بعد اجتماع، أمس، دعمه مساعي إيجاد حل سلمي نهائي ومتفاوض في شأنه لنزاع الصحراء في احترام القرارات الأممية لمجلس الأمن، وفي احترام السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، وإنشاء آليات دولية لتتبع أعمال هذه التوصيات بين مجلس المستشارين وبرلمان أميركيا الوسطى.
كما أوصى البيان المشترك باعتماد مقاربة قائمة على الأمن الإنساني وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في سياق مواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بـ "الإرهاب" والجريمة المنظمة والاتجار في البشر وتدهور البيئة والهجرة واللجوء، بالإضافة إلى دعم تبادل التجارب بين البرلمان المغربي وبرلمان أميركيا الوسطى في مجال تعزيز الديمقراطية والحكومة الترابية والديمقراطية التشاركية والتنمية المستدامة.
وأوضح المكتب التنفيذي لبرلمان أميركيا الوسطى دعمه مساعي إيجاد حل سلمي نهائي ومتفاوض لنزاع الصحراء في احترام القرارات الأممية لمجلس الأمن، وفي احترام السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، لازالت دول بنما ونيكاراغوا وسالفادور تصر على الاعتراف بـ”الجمهورية الوهمية الصحراوية”، في المقابل تدعم الدول الثلاث هوندوراس وغواتيملا وجمهورية الدومينيك قرار إيجاد حل سلمي وعادل في إطار قوانين الأمم المتحدة.
وشدد حكيم بنشماش أن حدث قبول برلمان أميركيا الوسطى القيام بزيارة إلى العيون، وعقد أول اجتماع خارج هذه البلدان الستة لأول مرة في مدينة العيون يعني الاعتراف الواقعي بالأطروحة المغربية، مضيفًا أنه كان هناك نوع من التردد لدى الوفد الأميركي، لكننا استطعنا اقناعه بالقدوم إلى المغرب لكي يعاين عن قرب مدينة العيون ومراجعة، كذلك، المواقف التقليدية لهذه البلدان التي كانت في صف خصوم وحدتنا الترابية.
وبيَّن أن المجهودات التي قام بها مجلس المستشارين منذ 5 أشهر من توقيع اتفاقية دخوله كعضو في برلمان منطقة أمريكا الوسطى كان بمثابة نقطة رمادية، إذ كان فيها شبه غياب تام للمغرب تكلل بانعقاد أول اجتماع لبرلمان أمريكا الوسطى خارج أميركيا وليس في أي مكان، بل في مدينة العيون بكل رمزيتها ودلالاتها.