واشنطن - يوسف مكي
أعطى وزراء الدفاع في حلف شمال الاطلسي الضوء الأخضر هذا الأسبوع لقوة متعددة الجنسيات قوامها 4000 جندي لتعزيز الدفاع عن بولندا ودول البلطيق، وقدمت أميركا وكندا وألمانيا وبريطانيا كتائبًا تتكون من 1000 جندي.
وحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شيوغو الشهر الماضي حلف شمال الاطلسي على عدم المضي قدما في هذه الخطوة، وحذر أن موسكو سترد عن طريق نشر ثلاث فرق جديدة لإغلاق الحدود.
وأدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 ودعمها للمتمردين في شرق أوكرانيا وبولندا وليتونيا ولاتفيا واستونيا الى تزايد القلق بشأن الامن في تلك المنطقة، وردا على سؤال حول احتمال وقوع هجوم روسي قال وزير الدفاع الليتواني جوزاس اولكاس " لا يمكننا استبعاد ذلك، لانهم يجرون تدريبات على الحدود ويمكن أن تتحول التدريبات الى غزو في أي ساعة"، ووضعت ليتوانيا ولاتفيا واستنويا جيوشها على أهبة الاستعداد للحرب، بما في ذلك التعبئة الفورية، فيما يتمركز حوالي 30 ألف جندي من قوات حلف شمال الاطلسي حالي في قاعدة انكوندا في بولندا.
وتساهم الدول التسعة عشر في الحلف الى جانب الدول الخمس الشريكة في التدريبات التي تتمحور حول الاستجابة لرد فعل سريع للتهديدات البرية والبحرية والجوية، وفي الوقت نفسه بنت روسيا قاعدة جديدة في كلنتسي على بعد 750 ميلا الى الشرق.
ورحبت دول البلطيق بنشر قوات حلف شمال الأطلسي ولكنها قالت ان الجهود يحب أن تتركز على تطوير بناء قدرة مضادة في كالينينغراد والتي بدونها يمكن أن تقطع دول البلطيق عن تعزيزات الناتو في حال وقوع الصراع، وطلبت ليتوانيا ولاتفيا واستونيا مقاتلات من حلف شمال الاطلسي وصورايخ اعتراضية متوسطة المدى، وتابع أوليكاس " نحن بحاجة الى وقف العدوان الجوي المحتمل، ونناقش انشاء نظام دفاع جوي متوسط المدي اقليمي مع لاتفيا واستونيا وبولندا"، وسترفع القضية مع حلفائهم في اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل غدا، وأشار رئيس قوات الدفاع الاستونية الجنرال ريو تراسات " ان أول شيء يبج ان نفعله هو تعزيز مجالنا الجوي، والدفاع الجوي هو التحدي الحال وهو ما يحتاج الى المساعدة."
وأكد وزير الخارجية الليتواني ليانس ينكفيتشيوس " نحن لا نتحدث عن دفاع عن ليتوانيا بل عن مصداقية التحالف ككل." وتحلق أربع طائرات تايفون المقاتلة البريطانية واربع مقاتلات اف 16 البرتغالية في سماء بحر البلطيق بانتظام.
وتمتلك روسيا تفوقًا جويًا هائلًا، وقد زار قائد الجيش الاميركي في أوروبا بن هودجز فيلنيوس الأسبوع الماضي وأعرب عن قلقه حول دول البطليق، وقال انها تحتاج الى قدرات كبيرة في القتال وحاميات القوات هناك وحداها لن تردع روسيا، وتصر روسيا انها لا تشكل أي تهديد على دول الاتحاد السوفيتي السابقة، ويعيش نحو مليون من أصل روسي في دول البلطيق أكثرهم في لاتفيا، ويدعى مسئولون في ليتونيا أن روسيا تحاول دائما تحويل الجنود ورجال الاعمال الفاسدين في البلاد كي يصحبوا جواسيس عندها.