الدار لبيضاء ــ جميلة عمر
يسير المغرب في اتجاه خلق آلية أمنية مشتركة، مع كل من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وبلدان أخرى. وهذه الآلية ستعمل على مدار ساعات اليوم، ومهمتها الرفع من التنسيق إلى أقصى الدرجات بين مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لهذه الدول والمهتمة بالاستخبار، سواء الداخلي أو الخارجي، مع تبادل وتحيين المعلومات والبيانات الخاصة بالإرهابيين والمتطرفين بأقصى درجات السرعة، وذلك من أجل مواجهة المخططات الإرهابية، قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ.
وحسب مصادر مطلعة، فإن استهداف فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا في المدة الأخيرة بالعديد من العمليات الإرهابية، وآخرها عملية "لندن بريدج" ليلة السبت الماضي، والتي لم تتمكن كل أجهزتهم الاستخباراتية من توقعها، أثار التساؤل حول ماهية الخلل في العمل الاستباقي لأجهزة المخابرات في هذه البلدان سواء الداخلية منها أو الخارجية. كما أن تغيير "داعش" لاستراتيجيته بالاعتماد سواء على ذئاب منفردة غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية، أو عناصر أجنبية، وباستعمال أساليب جديدة كالدهس والذبح، أصبحت له فاعلية خطيرة، بعد أن نجحت هذه الاستراتيجية في توجيه ضربات موجعة للبلدان السالفة الذكر، الأمر الذي حتم الانتقال بالتنسيق إلى أقصى الدرجات.
إشارة الى أن دول أوروبا، وخاصة فرنسا واسبانيا وبلجيكا، أصبحت تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستباقية التي تقدمها الأجهزة الاستخباراتية المغربية، والتي أبانت عن أهميتها في أكثر من مناسبة، بعد أن ساهمت في إنقاذ البلدان الثلاثة من العديد من العمليات الإرهابية، التي كان يتم التخطيط لها.