الرباط ـ المغرب اليوم
عادت إلى الواجهة مجددا الأخبار التي تتحدث عن إمكانية قيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل قاعدتها العسكرية الموجودة في جنوب إسبانيا إلى جوار ميناء طنجة المتوسطي، وهو الأمر الذي أحياه إتمام عملية نقل الوحدة الجوية لسلاح مشاة البحرية الأميركية من نواحي إشبيلية إلى جزيرة صقلية الإيطالية، في فترة تشهد فيه العلاقات الثنائية بين مدريد وواشنطن برودا غير مسبوق.
وقال موقع"ديفينسا" الإسباني المتخصص في القضايا الدفاعية إن أمريكا أتمت نقل الوحدة الجوية من "مورون" في إشبيلية إلى "سيغونيلا" في صقلية خلال الخريف، وذلك بعد أن عمرت هناك منذ سنة 2013، علما أن الأمر يتعلق بقاعدة استراتيجية مكلفة بتنفيذ العمليات الخاصة والاستجابة للأزمات الطارئة في القارة الإفريقية، وقد جرى نقل جل الطائرات والآليات التي كانت موجودة هناك إلى جانب الجنود.
وتُعيد هذه الخطوة إلى الأذهان التخوف الإسباني من نقل قاعدة "روتا" البحرية في منطقة قادش صوب القصر الصغير في المغرب لتجاور ميناء طنجة المتوسطي، الخبر الذي كان قد تردد منذ منتصف 2020 واتضح أنه مقترح جدي موضوع على الطاولة لدرجة أنه كان محط مساءلة برلمانية لرئيس الوزراء الإسباني ووزيرتي الدفاع والخارجية، إذ طلبت أحزاب المعارضة بتطمينات كتابية بخصوص هذا الموضوع.
وسبب هذا الموضوع ارتباكا كبيرا للإسبان، خاصة في بدايته حين بدأ الحديث عن احتمال نقلها إلى مدينة الداخلة غداة توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مرسوما رئاسيا يعترف بالسيادة المغربية على أقاليم الصحراء، قبل أن يتضح أن المُقترح الموضوع على الطاولة يهم نقلها إلى القصر الصغير لأن واشنطن تريد الإبقاء عليها عند المدخل الغربي للبحر الأبيض المتوسط.
ويُساهم استمرار برود العلاقات الأمريكية الإسبانية، إلى جانب نقل الوحدة الجوية صوب إيطاليا، في الإبقاء على "خطر" نقل قاعدة روتا في أذهان الإسبان، حيث إن الأمر لم يتغير حتى بعد وصول إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، هذا الأخير الذي لم يُحدد إلى غاية اليوم موعدا للقاء رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على الرغم من مرور عام تقريبا على دخوله إلى البيت الأبيض.
وكان يُفترض أن يُناقش سانشيز مع بايدن القضايا العسكرية المُشتركة في يونيو الماضي في لقاء مُغلق على هامش قمة رؤساء دول وحكومات دول حلف شمال الأطلسي "النيتو"، ورغم أن ديوان رئيس الوزراء أعلن عن ذلك رسميا، إلا أن الأمر تحول إلى مادة للسخرية الإعلامية حين منح بايدن من وقته لسانشيز 29 ثانية "مشيا" في ردهة البناية المُحتضنة للقمة.
وإلى غاية الآن، لم تشرع الولايات المتحدة الأمريكية في أي إجراء عملي لنقل قاعدتها البحرية إلى المغرب، وفي ماي من العام الماضي أعلنت شركة بناء وصيانة السفن العسكرية والمدنية الإسبانية "نافانتيا" تجديد تعاقدها مع الجيش الأمريكي إلى غاية 2028 بقيمة تصل إلى 822 مليون أورو، وهو ما طمأن الرأي العام الإسباني حينها إلى أن فكرة نقل القاعدة قد ألغيت.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أميركا تؤكد أن الحكم الذاتي جاد وواقعي والعلاقات مع المغرب أقوى من أي وقت