الرباط - رشيدة الملاحي
كشف رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، أنّ العاهل المغربي الملك محمد السادس له كامل الصلاحيات في الدستور المغربي إن اقتضى الأمر لحل الحكومة، مستبعدا أي تعديل حكومي، قبل أن يتستدرك توضحيه قائلا"بأنه تم تفسير عبارة "زلزال سياسي" التي جاءت في الخطاب الملكي في غير محلها وأن الملك لم يتحدث عن ذلك بل تحدث عن الوضع السياسي بكامله"، خلال لقاء نظم في وكالة المغرب العربي للأنباء، الْيَوْمَ الثلاثاء في الرباط.
واعترف العثماني بوجود مشاكل في عدد من القطاعات منها قطاعي التعليم والصحة، تركتها الحكومة السابقة ويتحمل الآن إلى الجانب الوزراء مسؤولية أمام المواطنين. وجلالة الملك لإيجاد حلول لهذه الاختلالات، مضيفا أن حكومته جاءت في سياق سياسي صعب بعد ستة أشهر من أزمة تشكيل الحكومة، ولا يمكن محاسبتها على أربعة أشهر من العمل في ملفات ظلت عالقة لأكثر من سنوات.
ووجه العثماني رسائل سياسية لمنتقدي عمل حكومته، قائلا" وجدنا اختلالات وجدناها كحكومة ولَم نصنعها نحن والحكومة الحالية لا تتحمل مسؤولية المشاكل الحالية في الصحة والتعليم لكننا نحاول ان نصلح هذه الاختلالات هي حكومة سياسية من مختلف الأحزاب والاختلاف موجود، ليس هناك لا تنافر ولا صراعات، هناك اختلاف طبيعي، لكنها تعمل وفق البرنامج الحكومي هو الذي من خلاله نستطيع محاسبة الحكومة الحالية، على حد قوله.
وبخصوص تداول أخبار حول تعديل حكومي قادم وخول حزب الاستقلال إلى الحكومة ، على خلفية الخطاب الملكي وحديثه عن إحداث وزارة للشؤون الافريقية، أكد العثماني أن الملك محمد السادس تحدث عن إحداث وزارة منتدبة لدى وزارة الخارجية والتعاون الدولي، مكلفة بالشؤون الإفريقية، وسيتم النقاش من أجل وضع تصور لهذه الوزارة، إلا أن التعديل الحكومي الموسع غير مطروح الآن وجلالة الملك أكد لي شخصيا دعمه للحكومة ودعا الى المزيد من العمل".
وحول استراتيجيته في محاربة الفساد التي رفعه شعاره سلفه السابق عبد الإله بن كيران ، نوه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بعمل رئيس الحكومة السابق، موضحا ان بن كيران اشتغل بصدق وحديثه عن عبارة "عفا الله عما سلف" كانت في سياق لا علاقة له بمحاربة الفساد، حسب تعبيره.
وفي رده على تعديل المادة ١٦ من القانون الأساسي واقتراب بن كيران لولاية ثالثة لقيادة حزب العدالة والتنمية المغربي، أعلن العثماني “أنه لا علم له برغبة بنكيران في البقاء أمينا عاما للمصباح لولاية ثالثة”، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية يشتغل عن طريق المؤسسات، وأي قرار ستتخذه هذه المؤسسات سيتم احترامه، رغم ما قد يثيره من بعض الإشكالات، إلا أنها لن تضر بموقع الحزب في الحكومة، لأن قيادة الحكومة قرار اتخذه الحزب وليس أنا، بل إن الحزب هو الذي اختار أسماء وزرائه، والمهم هو وحدة الحزب رغم اختلافنا وعلاقتي ببنكيران جيدة في ظل اختلاف مواقفنا في بعض الأحيان”.