المضيق : جميلة عمر
استرجع الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ 64 لـ ثورة الملك والشعب، فترة نفي جده الراحل محمد الخامس إلى مدغشقر، مبرزا العلاقة الوطيدة التي نشأت بينه وبين شعب البلد الذي قضى فيه جده فترة المنفى، بعد امتناع السلطان آنذاك عن التوقيع على الظهائر والمصادقة على قرارات الإقامة العامة.
واستحضر الملك محمد السادس، في ختام خطابه، الزيارة التي قام بها إلى مدغشقر السنة الماضية، قائلا "إني استحضر بهذه المناسبة، بتأثر كبير وخشوع، ذكرى عائلتي في منفاها بمدغشقر التي زرتها السنة الماضية". وأضاف الملك "وقد لمست في شعبها صدق مشاعر المحبة والتقدير، التي يكنونها للأسرة العلوية، ووقفت على بعض الذكريات المؤثرة وعلى الروابط الإنسانية التي جمعتهم بها، على الرغم من صعوبة ظروف المنفى والبعد عن الوطن".
وختم الملك محمد السادس خطابه بالقول "كما أستحضر، بكل إجلال، أرواح شهداء الوطن الأبرار، وفي مقدمتهم جدنا الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواهما". ولا زال المغاربة يتذكرون سنة 1951 حينما طالب السلطان محمد بن يوسف بإلغاء معاهدة الحماية، وشرع في رفض وضع طابعه الشريف على مراسيم الإدارة الفرنسية عندما أيقن أنه لا حل لمشكلة المغرب إلا بإلغاء الحماية وإعلان استقلاله".
وقررت سلطات الحماية نفيه عن السلطة لفترة دامت من 20 آب/أغسطس 1953 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1955، رفقة ولي عهده آنذاك الراحل الحسن الثاني الذي شاركه في كل اللقاءات التي كان يجريها، كما شارك في كل المفاوضات التي تمت بكورسيكا ومدغشقر، وأيضا في النقاشات الرسمية وغير الرسمية.
وكان لنفي السلطان محمد الخامس أثر قوي في تصعيد المقاومة ضد الاحتلال، واندلعت انتفاضات قام بها الشعب المغربي ضد المحتل في مناطق متعددة من المغرب، أقواها حدثت في وجدة يوم 16 آب/أغسطس 1953 من تنظيم مناضلين من حزب الاستقلال.