الدار البيضاء - جميلة عمر
انتخب المكتب التنفيذي لنقابة الاتحاد العمالي العام في المغرب، حميد شباط، الأمين العام لـ"حزب الاستقلال"، كاتبًا عامًا للنقابة. وحسب مصادر مقربة من "حزب الميزان"، فإن قيادة النقابة انتخبت بالإجماع شباط زعيما لــ"الاتحاد العام" بما في ذلك سلفه محمد كافي الشراط الذي انتخب نائبًا لشباط "من أجل المصلحة العليا وضرورة المرحلة وضمان تماسك حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين للمغرب".
وجاء انتخاب شباط في جو متوتر، بحيث عد مداهمتهم لمقر حزب الاستقلال بطريق زعير في الرباط، لإيقاف المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين في المغرب، بمبرر لا قانونيته، غادر حميد شباط على رأس اللجنة التنفيذية التي انتخبها، أمس الأحد، إلى المقر المركزي للنقابة في شارع "علال بنعبد الله" في الرباط لانتخاب الكاتب العام. ورغم أن المؤتمر انتهى، فإن قوات الأمن لاحقت شباط ومن معه، إلى مقر النقابة المطوق بسيارات الأمن والقوات المساعدة.
وخرج المؤرخ والمحلل السياسي المعطي منجب، ليعقب على ما شهده المؤتمر الاستثنائي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (مجموعة كافي الشراط وحميد شباط) أمس الأحد، بعد منع السلطات الأمنية له، حيث اقتحمت العناصر الأمنية، في سابقة هي الأولى من نوعها، قاعة المؤتمر وصعدت إلى المنصة التي كان حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يلقي كلمة فوقها، محاولة إنزاله ، حيث قال: " التخريب الذي يعيشه حزب الاستقلال ذو طبيعة أمنية بل وميدانية واضحة هدفها عقاب شباط على تحالفه مع بنكيران والبيجيدي ".
وأضاف منجب في تصريح للزميلة " الأول" ، " أن النظام استعمل كل الوسائل للضغط على شباط على المستوى النفسي، وما صرح به أمس عن أنه يحمل المسؤولية الكاملة لوزارة الداخلية في حالة ما إذا تم اغتياله، تظهر أنه تحت ضغط أمني كبير وأن لديه متابعة لصيقة وغيرها من الضغوطات التي قد يضعها البوليس السياسي على شباط الذي لن يذهب في اتجاه مصلحة النظام".
وتابع منجب قوله إن "النظام قرر تخريب كل الأحزاب التي قاومت من أجل أن تعطي للعمل الحكومي إستقلاليته، وبالتالي حاول تخريب حزب الإستقلال، الذي اعتقد النظام أن أمينه العام حميد شباط يمكن التحكم فيه"، مضيفا أن "شباط أصر على التحالف مع بنكيران بعد انتخابات السابع من أكتوبر، لأن الدولة لم تفِ بوعدها له عندما غادر حكومة بنكيران في 2013 بإسقاطها، لذلك انتقم لنفسه ولحزبه بإعلان تحالفه مع البيجيدي بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وها هو النظام ينتقم منه".
وأشار ذات المتحدث إلى أن "شباط انتفض ضد المخزن، وضد التوجهات الأمنية التي كان يقبل بها قبل 2013، لأنه سعى إلى اتباع المنهج الذي سلكه بنكيران في الخطاب وفي استقلالية الاحزاب بقراراتها السياسية، لكي يحظى بشعبية أكبر ويقوي حزبه، وها هم يريدون إخراجه من قيادة الحزب واضعاف اتجاهه داخل حزب الاستقلال".