الرباط - كمال العلمي
وافقت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا على بيع محتمل لأسلحة بقيمة 750 مليون دولار للمغرب، بما في ذلك قاذفات HIMARS وأنظمة صواريخ ATACMS وأسلحة المواجهة المشتركة (JSOW)، في ما يقول محللون إنه يعكس دفعة تحديث طبيعية للمملكة.وتشير ورقة تحليلية نشرته مجلة Breaking Defense إلى أن السلطات المغربية تؤمن بأن هناك حاجة إلى زيادة قدراتها الدفاعية والأمنية في ضوء البيئة الإقليمية الحساسة، والرغبة في التخطيط لأنواع مختلفة من السيناريوهات التي تشمل سيناريوهات الحرب وانهيارا كليا للعلاقات مع الدول المجاورة.
ويشير كريستيان أولريتشسن، كبير المحللين في معهد بيكر بجامعة رايس، في تصريح لمجلة Breaking Defense، إلى أن المغرب يتحرك عسكريا بمنظور مستقبلي بعد نجاحه في حماية أمنه القومي في بيئة متواترة ومندفعة.وأعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) يوم الثلاثاء عن زوج من المبيعات المحتملة؛ الأول كان بمبلغ إجمالي قدره 524.2 مليون دولار، ويتضمن 18 قاذفة HIMARS، و36 ATACMS، و72 من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS) في شكلين؛ بالإضافة إلى أنظمة بيانات المركبات والمدفعية، والثاني هو حوالي 250 مليون دولار مقابل 40 سلاحا.
وسيكون المقاولون الرئيسيون لصفقة HIMARS هم Lockheed Martin وL3 Harris Communications وRaytheon وCOBHAM Aerospace Connectivity وOshkosh Defense وغيرها، وفقًا لـ DSCA.وستدعم هذه المبيعات السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي من خارج الناتو مازال يمثل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا.
وتشير الورقة التحليلية ذاتها إلى أن الموافقة على المبيعات العسكرية الأجنبية المحتملة مثل هذه لن تكون الأخيرة، إذ يمكن أن تتغير الأسعار ومبالغ الوحدات مع استمرار المفاوضات، وهناك دائمًا احتمال أن يعترض الكونغرس الأمريكي على المبيعات.ويأتي الاتفاق، كما يشير التقرير، في وقت تصاعدت التوترات بين المغرب والجزائر المجاورة في السنوات الأخيرة بسبب النزاع على الصحراء، التي يعتبرها المغرب أرضا تدخل ضمن سيادته، فيما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المتمردة في تندوف.
ويبرز صاحب التقرير أن الجيش المغربي من أكثر الجيوش احترافا في العالم، وهو منظم إلى حد كبير على أسس غربية، لذا سيكون من المفاجئ ألا يسعى المغرب إلى ترقية نظام HIMARS في مرحلة ما.وشهدت العديد من أنظمة الصواريخ بروز مكانتها الدولية، حيث تم منحها من قبل الولايات المتحدة لأوكرانيا في حرب كييف ضد روسيا.
وقال دي روشيه: “في كل حرب تظهر نجاعة كل منظومة صواريخ؛ في عاصفة الصحراء، كانت باتريوت، وفي أفغانستان كانت طائرة بريداتور، وفي الصراع بين أرمينيا وأذربيجان كانت الطائرة بدون طيار بايراكتار. والسلاح الذي يغير الموازين في الغزو الروسي لأوكرانيا هو بالتأكيد HIMARS (أو الأصح GLMRS)”.ويتوقع أن تقوم العديد من الدول التي لديها جيوش متوسطة إلى كبيرة الحجم، ولديها علاقات ودية مع الولايات المتحدة، بمشتريات مماثلة، وفق المصدر ذاته؛ لكنه قال إن HIMARS قد لا تكون مناسبة لنزاع محتمل على الصحراء. وزاد دي روش: “لذلك في السنوات القليلة الأولى من إرسالها إلى الميدان من المرجح أن يتم إرسالها بوحدة مدفعية في حالة استعداد عالٍ لنشر تقليدي في ساحة الحرب”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
القوات المغربية تُشارك بأكبر تدريب عسكري في إفريقيا لمُواجهة التطرف العنيف