الرباط - رشيدة الملاحي
ردّ الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، على الاتهامات المُوجهة إليه، على خلفية وصفه بـ"المعزول والمنسحب من المشهد السياسي المغربي".
وأوضح العماري أن "المقال يتضمن بعض التقديرات التي لا تعدو أن تكون مجرد ادعاءات لا تقوم على معطيات صحيحة يمكن التأكد منها بالاستناد إلى وقائع أو وثائق؛ ورغم أنني لا أتفق مع ما جاء في المقال، فيما يخصني أنا شخصيًا، فقد تعمدت نشره في الموقع الرسمي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي أتولى مسؤولية أمانته العامة. وهذه إشارة إلى أننا في الحزب لا يحلو لنا الاستماع فقط للمعزوفات التي نلحنها نحن، بل إن البيت البامي لا يخشى من الرأي الآخر، وإن أركانه تتوطد و تتقوى أكثر بالإنصات إلى الآراء المخالفة والاستفادة من الانتقادات البناءة" .
وتابع العماري، "وأنا أقرأ المقال، أجدني أتساءل عما يقصد من العزلة التي "يعيشها البام والتي لا يعتقد أن حزبا عاشها في التاريخ" (هكذا وبالإطلاق).
لم أدرك فهمه للعزلة مع حزب اختار بعيد ترسيم نتائج انتخابات السابع من أكتوبر الاصطفاف في خط المعارضة. فإذا كان المقصود بالعزلة هو الركون إلى صف المعارضة، فهذا أمر صحيح. وقد حرصنا رغم ما يكتب ويقال، على أن نحترم صناديق الإقتراع التي بوأتنا مرتبة لا تخول لنا قيادة الأغلبية.
ولم نسع يوما للوقوف على باب أحد من أجل كسب الألقاب الوزارية أو تبوء المناصب الحكومية. فالمسؤوليات الحكومية في أدبيات حزبنا هي تكليف نحمله على أعتاقنا، وليس تشريفا نضعه على صدورنا.
ولذلك لا تجدنا نتهافت ونبيض ونصفر بتعنتٍ، مثلما نشاهد مع الأسف مع الحزب الأول، من أجل حقيبة وزارية أو الكرسي الأول في الحكومة. فلو كان هؤلاء ينظرون إلى المسؤوليات باعتبارها تكليفا وليس تشريفا، لما رأيتهم يدفعون بمصالح المواطنين ورهانات الوطن الاقتصادية إلى الهاوية، ويستكينون إلى راحة البلوكاج ودفعهم إلى استدامته"، على قول العماري.
وأضاف زعيم حزب"البام"،"أما إذا كانت العزلة في نظر الكاتب هي الانزواء والانسحاب من الساحة السياسية، فهذا قول تفنده الوقائع وتدحضه الأنشطة المؤسساتية والتنظيمية التي لا يكاد يمر أسبوع دون نشاط حزبي واجتماع لأجهزته الوطنية والجهوية والإقليمية، ولمنتخبيه في مختلف المؤسسات التمثيلية.
ويكفي مراجعة موقع البام الإلكتروني للتيقن أن الحزب ينبض حركة ونشاطا منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات إلى اليوم. وليتيقن الكاتب أكثر بالتفاف المنتخبين والمناضلين بإطارهم الحزبي، وبأنهم مناضلون متشبثون بحزبهم وبفرقهم من أصغر مجلس جماعي إلى مجلس النواب المغربي. ولا أدل على ذلك تخلي نوابنا عن تعويضاتهم عن فترة عطالة مجلس النواب".
وشدد الأمين العام لحزب"الجرار"، "أن حزب الأصالة والمعاصرة هو ثمرة تضافر إرادات وفعاليات سياسية مختلفة، مثقفة وغير متعلمة، ولم يكن إلياس العماري إلا واحدًا من بين هذه الإرادات. وانخراطه في هذا الحزب كان تتويجًا لمسار نضالي بدأ مبكرًا، في الحركة التلاميذية والحقوقية وفي الحركة الأمازيغية وفي الحركة الحزبية اليسارية في بلادنا.
وتجربتي النضالية المتواضعة لم تكن غامضة ولا قذرة. فيكفي مراجعة المذكرات والقصاصات الصحفية لسنوات الثمانينات والتسعينات لتعرف أن هذا العبد الضعيف كان حاضرًا إلى جانب رفاقه في مختلف المحطات النضالية التي تؤرخ للتحولات السياسية في بلادنا. والسرية الوحيدة التي مارستها هي تلك المرتبطة بالمناورات الضرورية لعدم السقوط بين أيدي قوى القمع التي لا يعرف شراستها إلا من ذاق مرارتها".