الدار البيضاء ــ جميلة عمر
ترأس عامل إقليم بركان في مقر العمالة، عبدالحق حوضي، أشغال الاجتماع الأول للجنة الإقليمية للتنمية البشرية برسم عام 2017، وقد تمحور موضوع هذا الاجتماع حول عرض برنامج عمل الخاص بإعداد الخريطة الإقليمية للهشاشة، بحضور السادة أعضاء اللجنة، رجال السلطة، رؤساء الجماعات الترابية وممثلي المصالح الخارجية، ومدير ي المصالح للجماعات الترابية.
فيما تم افتتاح هذا الاجتماع، بالكلمة التي ألقاها عامل الإقليم، مؤكدًا فيها على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعد مشروعًا مجتمعيًا رائدًا للتنمية الوطنية المستدامة، ومستعرضًا بالمناسبة أهم تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برنامج محاربة الهشاشة ما بين الفترة الممتدة 2005-2016 عبر إنجازها لمجموعة من المشاريع التنموية الهادفة إلى التصدي لهذه المعضلة الاجتماعية، إذ عرف إقليم بركان في المرحلة الأولى من عمر المبادرة 2005-2010، انجاز 12 مشروعًا ضمن برنامج محاربة الهشاشة، بتكلفة مالية بلغت 19,35 مليون درهم، كما ساهمت المبادرة فيها بمبلغ 13,10 مليون درهم، استفاد منها حوالي 1632 مستفيد.
أما المرحلة الثانية 2011-2016، فقد تم إنجاز 37 مشروعًا، تطلب غلافًا ماليًا قدر بـ 43 مليون درهم، بمساهمة 18,50 مليون درهم من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و استفاد من هذه المشاريع حوالي 7 ألاف مستفيد ومستفيدة.
فيما قامت مشاريع هاتين المرحلتين، ببناء و تجهيز عدة مراكز استقبال منها، مركز المرأة في وضعية صعبة، مركز خاص بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، دور الطالـب و الطالبة، مراكز التربية والتكوين، مركزين لتصفية الكلي لمرضى القصور الكلوي، دعم تسيير مراكز الاستقبال، ومراكز في طور الإنجاز لفائدة المدمنين و الأرامل و الأيتام من أجل إدماجهم في الحياة الاجتماعية.
ومن جهته، ذكر السيد العامل، بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الأولى 2005-2010، استهدفت عبر برنامج محاربة الهشاشة 8 فئات، الشباب دون مأوى، أطفال الشوارع، السجناء السابقين دون موارد، المرضى النفسين دون مأوى، النساء في وضعية صعبة، الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، المتسولون والمتشردون والأشخاص المسنون دون موارد، وفي المرحلة الثانية 2011-2015 استهدفت فئتين إضافيتين، المدمنون و مرضى داء فقدان المناعة المكتسبة دون مورد.
ومن المنتظر أن تعرف المرحلة الثالثة إضافة فئتين إضافيتين، تهم التلاميذ المنحدرين من أسر معوزة ومرضى القصور الكلوي دون موارد، كما تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال هذا البرنامج على تمويل المشاريع التي تهدف إلى تأهيل مراكز الاستقبال، إحداث (عند الحاجة) مراكز استقبال متخصصة حسب الفئة المستهدفة، الإدماج الاقتصادي والسوسيو مهني للأسر، دعم الجمعيات المعنية بمكافحة الهشاشة ومواكبة الأشخاص في وضعية هشة.
كما تميز هذا اللقاء، أيضًا بالعرض المفصل الذي قدمه السيد العثماني حسن، المنسق الجهوي للتعاون الوطني، والذي تناول فيه السياق العام للدراسة الميدانية لبرنامج عمل لإعداد الخريطة الإقليمية للهشاشة في إقليم بركان، والأهداف المرجوة منها للرفع من مؤشرات التنمية البشرية في الإقليم، باعتماد آليات علمية تعزز سياسة الاستهداف في مخططات التنمية (12 فئة مستهدفة)، عبر تشخيص تشاركي وتشاوري وفق رؤية إستراتيجية لبلوغ أهداف التنمية البشرية المسطرة، مع الأخذ بعين الاعتبار القيم والمواثيق الدولية والوطنية على مستوى التحديد والتصميم والاشتغال.
كما تطرق الاجتماع، أيضًا إلى منهجية العمل و المراحل المقترحة لإنجاز هذه الدراسة، والتي من المنتظر أن تكون جاهزة خلال نهاية شهر مارس من عام 2017، وفي الختام، أكد السيد العامل، على أن تحقيق النتائج وبلوغ الأهداف المرجوة من برنامج محاربة الهشاشة على صعيد الإقليم، لا يمكن أن يتم اليوم إلا عبر إعداد الخريطة الإقليمية والتصميم المديري للهشاشة، باعتبارها استراتيجية وطنية تم التخطيط لإنجازها على مستوى كل أقاليم المملكة،
وأشار العامل، إلى أن هذه الدراسة العلمية يجب أن ترتكز على إحصاء الأشخاص المنتمين إلى الفئات 12 المنصوص عليها في مساطر المبادرة الوطنية للتنمية، و ملامسة عمق المشاكل التي تعاني منها ومعرفة أسبابها، لتقديم برامج ومخططات لمعالجتها، وفق مقاربة علمية دقيقة.