الرباط - رشيدة لملاحي
دخل حزب التقدم والاشتراكية المغربي على خط أزمة مقاطعة طلبة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان لامتحانات السنة الحالية؛ رغم تعهدات وزارتي الصحة والتعليم بالاستجابة لـ14مطلبا، حيث تدارس المكتب السياسي للحزب الاحتقان الذي تشهده كليات الطب وما يثيره ذلك من مخاوف جدية بخصوص مآل الموسم الدراسي الحالي بمواجهة سنة بيضاء.
وقدَّم وزير الصحة أنس الدكالي؛ تقريرًا أمام أعضاء المكتب السياسي، فَسَّرَ من خلاله الحيثيات المُحيطة بالموضوع، واستعرض تفاصيل التفاعل الإيجابي لقطاعي الصحة والتعليم مع الملف المطلبي لهذه الفئة من الطلبة، في شقيه المادي والبيداغوجي، في الوقت الذي تداول المكتب السياسي في المسألة وعبر عن تثمينه للمجهودات المبذولة من طرف القطاعين الحكوميين المعنيين واستجابتهما لمعظم النقط الواردة في الملف المطلبي المذكور، سواء بالنسبة لطلبة الطب، أو طلبة طب الأسنان، أو كذلك بالنسبة لطلبة الصيدلة.
وشدد المكتب السياسي لحزب"الكتاب" على موقفه المبدئي المُنتصر للحق في الاحتجاج الاجتماعي المسؤول والمنفتح على الحوار المنتج، البعيد عن خدمة أي أجندة سياسوية أو خلفيات تأزيمية، معربا عن تطلعه بأنْ تُجسد الاستجابةُ لأربع عشرة نقطة من أصل ست عشرة نقطة، ضمن مجموع مطالب هؤلاء الطلبة، سببا مُقنعا لهم من أجل العودة السريعة إلى استدراك الحصص الدراسية واجتياز الامتحانات وتفادي السيناريو الأسوأ المتمثل في سنة بيضاء لن تكون في مصلحة أي طرف من الأطراف.
أقرأ أيضا :
وقفة لآباء وأمهات طلبة كليات الطب احتجاجًا على "سياسة الآذان الصماء"
وأعلن المكتب السياسي عن استعداده القوي للوزارتين المعنيتين للتعاطي الإيجابي مع النقطة المتعلقة بتفعيل السنة السادسة لمسار الدراسة بكلية طب الأسنان، فإنه يدعو إلى مواصلة الحوار الجاد والموضوعي، دون توقف الدراسة، بخصوص المطلب المتصل بمباراة الأطباء المقيمين، بما يضمن حقوق ومكتسبات طلبة كليات التكوين الطبي العمومي في الولوج إلى تكوينات التخصص، ويصون مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، ويحفظ فرص جودة التكوين التي من شأنها المساهمة في تجويد الخدمات الصحية الوطنية عامة، والنهوض بالمرفق الصحي العمومي أساسا، وذلك في أفق التوصل بشأن هذا المطلب إلى حل توافقي ومُرضي.
وعبر المكتب السياسي على أن حزب التقدم والاشتراكية يوجد على أتم الاستعداد من أجل الاضطلاع بمهمة الوساطة الموضوعية والمتوازنة في ما يرتبط بهذه المسألة، سواء من خلال قيادته الوطنية، أو عبر مجموعته البرلمانية، وكذا في إطار الأغلبية الحكومية التي يتعين أن تبلور مقاربة سياسية وموحدة وواضحة بخصوص الموضوع.
وأكد أن القضايا الأساسية لمنظومتنا الصحية، تستحق فتح نقاش وطني هادئ وعميق بخصوصها، يستحضر المجهودات والمكتسبات المحققة في هذا القطاع الاجتماعي الحيوي، وينصب أيضا على الإشكالات الجوهرية المتصلة بتعميم التغطية الصحية، وتوفير الموارد البشرية الكافية والمؤهلة، وتجويد الخدمة الصحية العمومية، والارتقاء بالبنية التحتية للصحية العمومية، وتأمين الأدوات والعتاد الطبي في المؤسسات الصحية العمومية، وتحقيق الإنصاف المجالي في الميدان، ومواصلة المجهود الميزانياتي للدولة من أجل النهوض بالقطاع، وتيسير الولوج إلى العلاجات والأدوية، لا سيما بالنسبة للطبقات والفئات الفقيرة.
قد يهمك أيضا :
الحكومة المغربية تتعهد بالاستجابة لمطالب طلبة كليات الطب والصيدلة
أعضاء في البرلمان المغربي يتوسطون لإنهاء أزمة إضراب طلبة كليات الطب