الدار البيضاء : جميلة عمر
كشف عامل إقليم الحسيمة، محمد الزهر، عن اتخاذ إجراء إداري يتعلق بتوقيف مندوب الصيد البحري في مدينة الحسيمة، مباشرة بعد حادث وفاة بائع السمك الذي ارتمى في شاحنة للقمامة كانت تهم بإتلاف أسماك حجزتها السلطات لديه، وأكد العامل بأن هناك تحقيق تحت إشراف النيابة العامة، مبرزًا بأنه سيكون هناك حرص شديد على أن يكون دقيقًا وشفافًا، مقترحًا تشكيل لجنة بين المحتجين والمواطنين والسلطات لتتبع التحقيق الذي يجرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الشاب المذكور، أقدم على إلقاء نفسه في حاوية القمامة التي تعالج القمامة بشكل آلي، محاولاً سحب أسماكه التي حجزتها السلطات، وهو ما أدى إلى وفاته بعدما سحبته هذه الحاوية، إلى داخلها، وللإشارة عاشت مدينة الحسيمة ليلة بيضاء وساد حالة غليان كبيرة، حيث خرج العشرات من المواطنين للاحتجاج أمام مفوضية الأمن والمحكمة الابتدائية في المدينة، بعد الحادث المروع، وينحدر البائع من مدينة أمزورن، التي تبعد بحوالي 14 كلم عن الحسيمة، عمل على إلقاء نفسه وسط شاحنة قمامة عمدت على "دهسه" في الحين.
وحسب مصدر محلي، فإن السلطات المختصة، حجزت كمية من الأسماك من نوع "أبو سيف"، الممنوع صيده، لدى الهالك، قبل أن يتم اقتياد المعني إلى مقر الأمن، وأثناء استدعاء شاحنة القمامة لنقل الأسماك قصد إتلافها، حاول الشخص المعني بالصعود إلى المكان المخصص من أجل جمع أسماكه، غير أن الحاوية تسببت في مقتله، ووفق المصدر ذاته، فإن مصالح الوقاية المدنية التي حضرت إلى عين المكان لانتشال جثة الهالك، وجدت صعوبة في سحب الجثة حيث استمرت العملية ساعة ونصف.
وعلى الفور و تجمع المئات من المواطنين قبالة مفوضية الشرطة و المحكمة الابتدائية مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن وفاة التاجر احتجاجًا على ما أسموها بـــ "الحكرة "التي أحس بها، وتناقل عشرات المواطنين من المدينة صور بائع السمك الذي توفي بعد إلقائه بنفسه داخل "مروحية" حافلة القمامة التي قصمت جسده بقوة.
و اعتبر المتظاهرون أن بائع السمك استشهد لكونه أحس بالحكرة التي مارسها القوات المساعدة، على الضحية ، قامت هذه الأخيرة بتوقيفه ساعة بيع الأسماك التي كان يبيعها بالتقسيط، لتوفير قوت يومه، فقامت القوات المساعدة برمي بضاعته في صندوق تكديس القمامة، بشاحنة جمع النفايات، وعلى الفور أقدم على الارتماء داخلها لانتشال بضاعته من الأزبال، فأخد المسكين يجمع ما تبقى من السمك في الصناديق التي تم رميها مباشرة في شاحنة اﻷزبال، لكن سائق الشاحنة قام بتحريك آلة الشاحنة فابتلعته بقوة، لتوجه أصابع الاتهام لمن أعطى الأوامر لسائق الشاحنة بقتل بائع السمك.